هذه القفزة النوعية في العلاقات بين البلدين لم ترق لحكام الجزائر الذين يسعون بكل السبل إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما، علما أن نواكشوط تحاول دائما الحفاظ على توازناتها مع الجارتين نظرا للحدود المشتركة التي تجمعهما.
لقد حاولت الجزائر الصيد في الماء العكر عبر اتهامها المغرب باستهداف قوافل تجارية وسيارات مدنيين، إلا أن الحكومة الموريتانية لم تأبه لهذه المغالطات وهي تؤكد دوما أنها غير مستهدفة بالأمور التي تقع خارج حدودها وهو ما يخالف الادعاء الجزائري، كما أن دولة موريتانيا تتعامل بحذر وعدم اطمئنان مع التحركات المشبوهة لحكام الجزائر بالشمال الموريتاني.
وحين قررت السلطات الموريتانية مؤخرا رفع الرسوم الجمركية على الخضر والفواكه القادمة من المغرب عبر معبر الكركرات معللة ذلك أن هذا القرار يأتي في إطار استراتيجية لضمان وحماية الأمن الغذائي خاصة في ظل أزمة الغذاء العالمية والتغيرات المناخية التي تلقي بظلالها على استراتيجية الدول على المستوى الفلاحي، كما أن هذا القرار-يؤكد المسؤولون الموريتانيون- يأتي أساسا في إطار إنهاء العمل بالإعفاءات الجمركية المطبقة على الخضراوات منذ 2020، وأن ذلك سيوفر إيرادات إضافية للميزانية الموريتانية، رغم التأثيرات السلبية على المستهلك الموريتاني.
إن هذا المستجد قد دفع بالأبواق الإعلامية الجزائرية إلى محاولة النفخ فيه ونسج الخيالات والترهات، حيث اعتبرت جريدة الشروق الجزائرية أن » العلاقات الموريتانية المغربية وكأنها تمر بأزمة صامتة يؤشر على ذلك الرسوم الجمركية الخيالية التي فرضتها حكومة نواكشوط على الصادرات المغربية منذ مطلع العام الجاري »، بينما راحت هذه الجريدة وباقي المنابر الإعلامية المسخرة تهلل بدون حياء أو خجل لتصدير دولة الكراغلة لبضع أطنان من البصل إلى نواكشوط واعتبرت ذلك اختراقا اقتصاديا وفتحا مبينا..!
إن حكام الجزائر الذين جعلوا من عداء المغرب عقيدة ثابثة وإيديولوجية موجهة لكل انشغالاتهم الدولية والدبلوماسية تحاول ممارسة سياسة الابتزاز والإغراء والاصطفاف وتضييق الخناق على المملكة المغربية عبر تسويق الخرافات والأوهام والبصل، متناسين أن العلاقة بين الرباط ونواكشوط مبنية على الوضوح والصدق وعلى روح التعاون الاستراتيجي في إطار رابح رابح، وهي تعرف نموا متزايدا في كل المجالات مستجيبة لحسن الجوار وتطلعات الشعبين الشقيقين، ولن تنال منها طبعا محاولات التشويش الكرغولية التي تسعى إلى عزل موريتانيا عن المغرب ووضع العراقيل بينهما.
لقد جعل معشر الكراغلة من تصدير 25 طنا من البصل إلى نواكشوط حدثا اقتصاديا استثنائيا لدرجة أن » بليل بلقاسم » مدير التجارة وترقية الصادرات اعتبر أن هذه الشحنة من البصل تندرج في إطار تنويع الاقتصاد خارج المحروقات وأنها جاءت لتترجم توجهات السياسة » الرشيدة » للدولة في مجال ترقية وتشجيع الاستثمارات..! وهذا الكلام يعود بنا إلى تصريح مماثل لوزير التجارة السابق حين أعلن عن بداية تصدير القوة العظمى لأرجل الدجاج والمداخيل الخيالية من العملة التي ستجنيها القوة المضروبة من وراء ذلك، حيث أنه وفي إطار الانتقال من الاقتصاد المبني على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذكاء، فقد أعلنت وزارة التجارة الجزائرية، في بيان لها، عن تسجيل ارتفاع في حجم الصادرات خارج قطاع المحروقات بالنسبة للثلاثي الأول من سنة 2021، وأن أغلب هذه الصادرات التي أتت في اطار تنويع الدخل عبارة عن أرجل الدجاج ولحوم القطط والكلاب، وهكذا أصبحت أرجل الدجاج ثروة قومية وتشكل بديلا عن عائدات النفط والغاز بالنسبة للقوة الضاربة، وميزة هذا المنتوج أن أرجل الدجاج تكون طازجة، كما صرح بذلك وزير التجارة « كمال رزيق » حين أشرف على إطلاق عملية التصدير بشركة « أفروبروسس » لأرجل الدجاج بولاية المدية شمال البلاد، كما صرح أن بلاده أصبحت تحتل الريادة في تصدير هذا المنتوج، على حد قوله، مما سيساهم في جلب العملة الصعبة للبلاد..بالله عليكم معشر الكراغلة وأنتم تصرحون بمثل هاته التفاهات، أليس لكم ذرة من رجاحة العقل والحياء ؟ إني أشفق عليكم من الأيام القادمات لذا رجاء احتفظوا ببصلكم لطوابير الجائعين والجائعات حيث لا ينفعكم آنذاك » مطاردة الساحرات »... حذاري...