لقد سبق لحركة تحرير جنوب الجزائر أن تبنت العديد من الهجومات ضد العسكر الجزائري، منها هجوم استهدف نقطة للجيش الجزائري بتاريخ 20 مارس 2022، حيث اعترفت وزارة الدفاع الجزائرية بسقوط قتلى في صفوف عناصرها على الشريط الحدودي بمنطقة تيمياوين بالقطاع العملياتي برج باجي مختار بإقليم الناحية العسكرية السادسة، كما جاء في بلاغ عسكري جزائري.
في المقابل أعلنت حركة تحرير جنوب الجزائر أنها نفذت «عملية عسكرية» ضد موقع للجيش الجزائري الذي وصفته بـ«المحتل»، وقالت الحركة، في بيان صحفي، إنها «تبلغ الرأي العام الجزائري أنها ستكثف عملياتها العسكرية ضد نظام الاحتلال المجرم الذي أقامه سنة 1962 خونة فرنسيون- جزائريون، ضد رغبة الثوار الحقيقيين المنخرطين في نضال الشعب الجزائري من أجل الحرية»، وأكدت الحركة أنها مستمرة في عملها العسكري «حتى التحرير التام للأراضي الصحراوية في الجنوب الجزائري».
ومن المعلوم أنه سبق أن أعلنت حركة التحرير الأزوادية (الطوارق) إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين النظام العسكري الجزائري، وأنها ستبدأ مسيرتها النضالية من أجل استقلالها بجنوب الجزائر وأنها تنتظر من المجتمع الدولي أن يتحرك لدعم هذه الحركة التحررية.
ونجد أنه في الأيام الأخيرة قد عرفت المنطقة هجوما لمقاتلي حركة تحرير جنوب الجزائر على المنطقة الرابعة للجيش الجزائري، بينما أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائري أنه ومن خلال الفترة من 7 إلى 13 يونيو الجاري، تم اعتقال 182شخصا، تم تقديمهم كمجرمين في كل من تمنراست وبرج باجي مختار وعين قزام، في حين يشير مراقبون إلى أنهم في حقيقة الأمر انفصاليون من الطوارق، والمصدر ذاته أكد أن «الهجوم أسفر عن مقتل 16جنديا جزائريا، فيما تم أسر عدد مهم من أفراد الجيش الجزائري».
ويرى العديد من المتتبعين لهذا الملف الساخن أن الهزيمة المذلة للعسكر الجزائري خلال الهجوم الأخير شكلت دافعا أساسيا لانعقاد المجلس الأعلى للأمن الجزائري الذي انعقد في فاتح يونيو 2023، كما أن هذا الوضع الكارثي أربك جنرالات ثكنة بن عكنون، وظهر ذلك جليا للعنان وأمام أنظار المجتمع الدولي، خلال زيارة تبون الأخيرة لموسكو، حيث ظهرت عليه الحيرة والارتباك بل كان غير متحكم في ما يقول وغير آبه لانعكاساته المستقبلية على أشقائنا في الجزائر.
الديبلوماسية بحر متلاطم الأمواج، لن يسلك طريقها إلا ربان عاقل ومتمرس وذو بوصلة، لذا يجب الحذر من التيارات الغربية التي يمكن أن تقذف بسفينتكم إلى الضياع... السيد الرئيس المحترم،ؤأقدر فعلا وضعكم الصعب ومحن هذه الأيام، بل قد أشفقت عليكم حينما وجهتم طلب الاستجداء للحماية الروسية للقوة الضاربة في حضرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
السيد الرئيس المحترم، من منطلق التاريخ والدم والانتماء المغاربي المشترك، دعنا نخبرك وأنت سيد العارفين، هناك قاعدة ذهبية في البحث العلمي عنوانها «الحذر الإبستيمولوجي» أي الحذر المعرفي، وفي علم السياسة نتحدث عن الحذر الديبلوماسي، سيما وأنكم تعيشون فوق رمال متحركة...