وفي هذا الصدد، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، أجرى Le360 حوارا مع الأستاذ محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء.
وصلت بعثة فريق اتحاد العاصمة الجزائري لكرة القدم إلى مطار وجدة أنكاد، في انتظار مواجهة فريق نهضة بركان برسم إياب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. الملاحظ أنه تم استقبال الفريق الجزائري بالحليب والتمر والورود وترديد شعارات الترحيب من طرف أنصار نهضة بركان ومولودية وجدة، كيف تفسر هذا الاستقبال الحاشد؟
الجواب:
المغرب الدولة الأمة ذات التاريخ العريق، ودائما ما تعكس تصرفاتها هذا العمق الحضاري والإنساني النبيل الذي يمتاز به جل المغاربة.
ثقافة الإنسان المغربي تتميز بالكرم والترحيب وحسن الوفادة، ناهيك أن لاعبي وطاقم اتحاد العاصمة هم أبناؤنا وأشقاؤنا، المشترك الذي يجمعنا وإياهم عميق جدا عبر التاريخ، ولا يمكن لهذيان مرضي من طرف جنرالات أن يغيب هاته الحقيقة الساطعة.
لقد لاحظ العالم بأسره كيف تم استقبال فريق نهضة بركان المغربي في مطار هواري بومدين وكيف تم احتجاز قمصانه الرسمية من طرف مصلحة الجمارك بأوامر من النظام العسكري الذي أرعبته هاته القمصان لكونها تحمل في صدرها خريطة المملكة المغربية الشريفة، حيث اعتبروا أن ذلك جزء من التطاول على السيادة الجزائرية رغم أنها لم تتضمن أراضي الصحراء الشرقية مثلا والتي انتزعت منا وفق ظروف وسياقات دولية وإقليمية.
لقد جيش الجنرالات العديد من المحسوبين على الجمهور الجزائري عبر مدهم بخرقة مرتزقة البوليساريو في تواطؤ مفضوح للذين يدعون أنهم طرف محايد! بينما لاحظ العالم بأسره أن الجمهور المغربي استقبل الفريق الجزائري بترحاب كبير وليس من أخلاقنا أن نرفع علم القبائل أو امزاب أو الشاوية... لأننا ببساطة من شيمنا احترام الضيف، أما سياسة رد الفعل فهي من صفات الجبناء.
وللتذكير، فإنه في الوقت الذي نستقبل أعضاء الفريق الجزائري الشقيق بالتمر والحليب، توجه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم بأمر من الجنرالات إلى سويسرا لرفع دعوى قضائية ضد المغرب والكاف وخريطة المغرب... ولكم التعليق...