تأتي قيمة هذا الدراسة في كونها تبتعد عن الدبلوماسية الرسمية، فتُحاول من خلال نظيرتها البرلمانية أنْ تُعرّف بقضيّة الصحراء وتُساهم في رفع منسوب وحدّة القضية داخل غرفة البرلمان. كما أنّ الاعترافات الأخيرة بمغربية الصحراء من لدن بعض الدول العظمى مثل أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال، يزيد من قيمة هذا البحث ونوعيته في الاشتباك مع قضايا جديدة غير مطروقة من قبل. سيما وأنّ البرلمان يلعب دوراً أساسياً في التعريف بالقضية ورسم معالم جديدة لها، حيث تغدو الصحراء المغربيّة بمثابة القضية الأول التي ينبغي التفكير فيها وإعطاء أولوية كبيرة لها، خاصّة بعد التغيّرات التي باتت تعرفها القضية وتزايد عدد الدول التي تعترف بمغربية الصحراء وسيادة الوطن على كافة أقاليمه الصحراوية.
يقول الباحث: «يكتسي البرلمان أهمية كبرى في مجال السياسة الخارجية بفعل التحوّلات التي يعرفها حقل العلاقات الدولية، مع تزايد الاعتماد المتبادل بين مختلف الفاعلين الدوليين وتأثيرات العولمة. إضافة إلى تداخل الشأنين الداخلي والدولي واهتمام الرأي العام بقضايا السياسة الخارجية وانتشار الديمقراطية عبر العالم، فضلاً عن استيعاب المغرب للأدوار التي يستأثر بها البرلمان في الحقل الدبلوماسي حالياً. أضحت الظرفية الدولية الراهنة بقضاياها المعقدة، تفرض انفتاحاً حقيقياً من قبل صانعي القرار السياسي على قنوات الدبلوماسية الموازية بقنواتها المختلفة، وخصوصاً البرلمانية منها، نتيجة لتشابك القضايا الدولية وتعقّد تدبيرها من جانب واحد».
