وأكد أخنوش، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الاجتماع رفيع المستوى الـ14، الذي ترأسه رئيس الحكومة ورئيس الوزراء البرتغالي، أنطونو كوستا، أن هذا اللقاء فرصة للاحتفاء بأواصر الصداقة المغربية البرتغالية، مشيرا الى أن هذه الدورة تكتسي طابعا استثنائيا، كونها تنعقد بعد حدث مهم، يتمثل في تقديم المغرب والبرتغال إلى جانب إسبانيا، لملف ترشح مشترك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، بما يحمله هذا الترشح من دلالات رمزية للتقارب الثقافي والإنساني بين هذه البلدان.
كما يعكس انعقاد هذا الاجتماع، حسب رئيس الحكومة، ما يتمتع به البلدان من رصيد مشترك، فالمغرب والبرتغال تربطهما علاقات مميزة وأخوية على أعلى مستوى برعاية قائدي البلدين، الملك محمد السادس، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا.
وعبر أخنوش عن شكره للبرتغال على موقفها الإيجابي الداعم للوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها حلا جديا وواقعيا للنراع المفتعل حول الصحراء المغربية، لتنضاف بذلك إلى مجموعة من الدول الأوروبية الداعمة للموقف المغربي.
كما عبر عن امتنانه للحكومة البرتغالية على الدعم الذي تقدمه للمغرب داخل هياكل الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الموقف غير المفهوم الذي حركته بعض الجهات في البرلمان الأوروبي ضد بالمغرب.
وأضاف أنه خلال هذه الدورة تم الاتفاق على إرساء شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، من شأنها تعزيز التشاور السياسي وتهيئ الظروف المثلى لوضع اللبنة الأولى لحوار استراتيجي دائم بين البلدين، تقوم على قراءة متجددة لمعاهدة حسن الجوار.
وأشار في هذا الصدد إلى أن البلدين عبرا عن رغبتهما المشتركة في مواصلة تعزيز إطار التعاون الاستراتيجي، والارتقاء به إلى مستويات أكبر، عبر جيل جديد من اتفاقيات التعاون الثنائي.
وذكر رئيس الحكومة أنه تم التوقيع على 12 اتفاق تعاون في مجالات مختلفة على غرار قطاع العدل والثقافة والإسكان في العالم القروي، والسياحة، والصناعة التقليدية، والشباب والمرأة، بالإضافة للاستثمار وقطاعات أخرى، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقات من «شأنها الارتقاء بالتعاون إلى المستوى الاستراتيجي الذي نتطلع إليه».
وأبرز أخنوش ان البلدين يتوفران على الإمكانيات التي تسمح لهما بالانخراط في مشاريع استراتيجية تستشرف المستقبل، على غرار مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، والطاقات المتجددة والاقتصاد الرقمي والفلاحة والنقل، بالإضافة لبعض القطاعات الأخرى المستقبلية، كالطاقات النظيفة، لاسيما الهيدروجين الأخضر.
وفي إطار تعزيز الشراكة، اعتبر رئيس الحكومة أن مشروع الربط البحري، وتعزيز النقل الجوي بين البلدين، لبنة إضافية لتعميق الشراكة الإقتصادية والتجارية، مشيدا في السياق ذاته بالنتائج المشجعة التي خرج بها المنتدى الاقتصادي المنعقد على هامش هذه الدورة بمشاركة رجال أعمال مغاربة وبرتغاليين، وهو ما شكل فرصة لتعزيز الشراكة الثنائية، وتطويرها لتشمل مجالات أخرى، على غرار قطاع صناعة السيارات والنسيج والصناعة الفلاحية.
من جهته، قال رئيس الوزراء البرتغالي، أنطونيو كوستا، إن المغرب والبرتغال بلدان جاران تربطهما علاقات قوية، وذات تأثير كبير في حوض البحر الابيض المتوسط.
وأضاف أن البلدان قررا الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية طويلة الأمد تشمل التعاون في العديد من المجالات، مشيرا إلى أن المغرب والبرتغال لديهما فرص كبيرة للتعاون على غرار النقل البحري والجوي والطاقة، وتعزيز التعاون في مجال الشباب والعمالة، والبحث العلمي والصناعات الثقافية.
وتوج الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد اليوم الجمعة بلشبونة، بالتوقيع على 12 اتفاقا في عدد من المجالات الاستراتيجية بهدف تعزيز التعاون الثنائي.
وتهم هذه الاتفاقيات، التي تم توقيعها خلال حفل ترأسه كل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش ورئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوسطا، بمناسبة الدورة الـ14 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب والبرتغال، بشكل خاص المجالات الاقتصادية والطاقية والثقافية، وكذا التعاون في مجال التعليم العالي والصناعة التقليدية واالتضامن الاجتماعي، والعدل.