ونبه الحزب إلى «استمرار أزمة كليات الطب والصيدلة المرشحة للتفاقم بعد التحاق الفوج الجديد من الطلبة بهذه الكليات»، مشيرا إلى أنه «في حال استمرار عجز الحكومة عن إيجاد حلٍّ مناسبٍ لهذه المعضلة، فهي بقدر ما تَقُضُّ مضجعَ الأسر، بقدر ما تُسيئ إلى سمعة التعليم العالي ببلادنا وتُضِرُّ بآفاق إصلاح منظومة الصحة الوطنية».
«أمام هذه الأوضاع التي تتجاهلها الحكومةُ، وفي أحسن الأحوال تُقاربُها بكثيرٍ من الاستسهال»، نبه الحزب الحكومة إلى «ضرورة التعاطي الحازم والبنَّاء والناجع مع قضايا الدخول التعليمي، الذي يهُمُّ ملايين الأسر المغربية، والحرص التام على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية ومراعاة القدرات المادية للأسر المغربية، ولتوفير كافة شروط إنجاح هذا الدخول التعليمي والجامعي».
هذا، وفشلت الوساطة التي قام بها نواب الأغلبية الحكومية، رغم إبدائهم رغبة في حل أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان التي دامت 9 شهور، بعدما تغيب أولياء الطلبة عن لقاء كان سيجمعهم بنواب الأغلبية الحكومية يوم الأربعاء 28 غشت. وتلقى ممثلو الأغلبية الحكومية اتصالا في آخر لحظة، يفيد بتخلفهم عن الحضور. وتحدث مصدر من أحزاب الأغلبية التي برمجت الاجتماع عن «تعرض بعض أولياء الطلبة لضغوطات»، معتبرا أن «تسييس الملف بدرجة لا يطاق يمس بجوهر العملية الدراسية ويهدد مستقبل الطلبة».
وفي جديد الملف، أفاد مصدر مُقرّب من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب بأنه «نحن الآن على بعد أسبوع فقط من موعد بدء امتحانات الدورة الاستدراكية للدورة الخريفية، وفي حال عدم حلحلة الأزمة في هاته الفترة، سنكون في مرحلة انتظار انتهاء فترة الامتحانات، أي يوم 20 شتنبر المقبل».
وأضاف المصدر ذاته، قائلا: «سبق وأن قلنا إن الظروف الزمنية الحالية قد تقودنا إلى سنة بيضاء، أو سيكون هنالك، في المقابل، دخول جامعي مقبل، في سبيل إنقاذ السنة الجامعية، في شهر يناير 2025»، متسائلا: «كيف يمكن ذلك؟».
وذكّر المصدر ذاته بأن «أدنى مدة لاجتياز دورة واحدة من الامتحانات تُقدّر في أسبوعين»، موضّحا أن «مدة الدورة الخريفية العادية هي 14 يوم، ومدة الدورة الخريفية العادية هي 14 يوم، مع احتساب مدة 7 أيام كفترة بين الدورتين. هذه المُدَد نفسها، تنطبق على الدورة الربيعية بدورتيْها العادية والاستدراكية والفترة الفاصلة بينها، علاوة على مدة 30 يوما تفصل بين الفصلين، وبالتالي فإن المجموع هو 3 أشهر ونصف».
وكان طلبة الطب والصيدلة قد واصلوا، الاثنين 22 يوليوز 2024، مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية. فبعدما قاطعوا اختبارات الدورة العادية، أجمع جُلّهم، لاحقا، على مقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية.
وانتقل Le360 إلى كلية الطب والصيدلية بمدينة الدار البيضاء، الاثنين 22 يوليوز 2024، واِلتقط مجموعة من الصور، التي أظهرت غياب الطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.
أول أيام الدورة الاستدراكية.. نسبة المقاطعة والأجواء
يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.
وبِلُغة الأرقام، فقد تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».
مقاطعة شبه تامّة لامتحانات كلية الطب بالدار البيضاء
ديابو: هدوء «غير مسبوق» يُخيّم على محيط كلية الطب بطنجة في أول أيام الامتحانات
طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة يقاطعون امتحانات الدورة الربيعية
ديابو: ثاني أيام امتحانات الطب.. أجواء «استثانية» بكلية الدار البيضاء
كلية الطب بوجدة. le360
أزمة كليات الطب.. طلبة يحتجّون بمراكش ويُلوّحون بتهديد «سنة بيضاء»