لم يسلم الإعلام الوطني الجزائري من الانتكاسة الحقيقية التي تمُرّ منها الجزائر. فمنذ تسلمّ وزير الاتصال الجديد محمّد مزيان يوم الثلاثاء 19 نونبر 2024 مهامّه الوزارية من لدن الوزير السابق محمّد لعقاب، بدأ مسلسل الكذب وتزوير الحقائق يطبع مخططه الوزاري الجديد. على أنّ الإعلام الجزائري يُحقّق اليوم طفرة نوعية في مجال الصناعة الإعلامية وأنّه « لا فرق بين إعلام رسمي وآخر خاصّ »، مع العلم أنّ هذا الجهاز المُتنصّل من الوطنية التي يدّعيها النظام، والذي يُعتبر لسان حال المخابرات الجزائرية ومعها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حتّى غدا واحداً من الوسائل التضليلية التي تنتج يومياً عشرات الأخبار المُزيّفة في مجالات ذات صلة بالسياسة والاقتصاد والمجتمع.
ورغم أنّ العالم بأكمله يُدرك حقيقة الجزائر والتدنّي الإعلامي الذي وصلت إليه، فإنّ وزير الاتصال الجديد يُواصل أكاذيب خلفه محمّد لعراب، عاملاً على خلق نوع من «التملّق» لرئيس الجمهورية ومُقرّاً بشكلٍ بهلواني بامتنانه الكبير لعبد المجيد تبون.
ورغم أنّ الوزير الجديد صرّح خلال مراسيم تعييه في كون «الإعلام الوطني شرّف الجزائر بمواقفه المُتعالية» فإنّ الأمر لا علاقة له بالواقع. ذلك إنّ الإعلام الجزائري المدعوم من النظام والمُحرّض على الفتنة والمُزور الحقيقي للواقع، لم يعُد أحداً يُصدّق ما يُعاينه على مواقعه وجرائده ومجلاّته، بما في ذلك المثقف الجزائري نفسه. إنّ هذا الإعلام الجزائري الذي «يطمح» إلى الارتقاء المهني بالإعلام يبدو في صورته سخيفاً وصغيراً وهشّاً في العالم، لدرجةٍ أنّه لا يمر يوم واحد، إلاّ وتبدأ الجزائر في حبك سلسلة من الأكاذيب حول المغرب، بعد النجاح الكبير الذي حققه هذا الأخير سياسياً ودبلوماسياً في العالم. ويحرص نظام الكابرانات في الجزائر على دعم كل المنابر التي تعمل بشكل علني على استهداف المغرب من خلال شبكات إعلامية مختلفة تعمل بشكل يومي على تأجيج خطاب الكراهية وإنتاج الكذب وتزوير الحقائق وتصدير الوهم للعالم.
وفي الوقت الذي يدعي فيه محمد مزيان بأنّ الإعلام الوطني الجزائري وصل إلى مراتب متقدّمة في «خدمة الدولة ومؤسساتها» يعيش هذا الإعلام انفصاماً حقيقياً بين ما يقوله ويتشدّق به وبين ما يوجد على أرض الواقع. إذْ تحوّل اهتمامه بالمجتمع ومشاكله وقضاياه إلى أنْ غدا إعلاماً مدجّناً وبوقاً سياسياً للنظام الجزائري الذي يسعى إلى تضليل القارئ في العالم وخلق التشويش وإثارة البلبلة على أكثر من صعيد.