وشكلت الندوة الأولى ضمن فعاليات الدورة 44 لموسم اصيلة الثقافي الدولي (الدورة الخريفية) والدورة 37 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، والتي تحمل عنوان « الصحراء الكبرى: أزمة الدولة والمجتمع، ومستقبل الكيانات السياسية »، فرصة لدراسة الوضع العام لهذه المنطقة، فضلا عن سبل توسيع الحوار وتبادل وتقريب وجهات النظر لبناء أسس تقارب وتضامن واسع بين بلدانها وتحقيق ديناميات حقيقية اقتصادية واجتماعية وثقافية.
وأبرز وزير الخارجية الإسباني الأسبق والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، في كلمته، إلى أن هذا الموسم المتفرد باستقبال نخبة من المثقفين والسياسيين والسياسيات، من شأنه الخروج بتوصيات حول الإجراءات التي يتعين اتخاذها بهدف تحقيق النمو الاقتصادي في أفريقيا في بيئة يسودها السلم والسلام والرخاء.
وقال إن الصحراء الكبرى موضوع بالغة الأهمية وقضية راهنة تسلط الضوء على العلاقة بين أوروبا وإفريقيا، كما تشكل فرصة مواتية لتوليد أفكار وبلورة توصيات جديدة قادرة على تعبيد الطريق نحو تحقيق الرخاء، مبرزا أهمية قيام بلدان الصحراء الكبرى بوضع أسس شراكة موثوقة.
على صعيد آخر، أكد على أهمية موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة، مشيدا بمثابرته واجتهاده على مدى دوارته الرابعة والأربعين.
من جانبه، ذكر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، زكريا أبو الذهب، أن الصحراء الكبرى تربط مناطق التوتر الثلاث الكبرى بإفريقيا (الشمال والغرب والشرق)، وهي من حيث البعد الأمني والاستراتيجي، مرتبطة بإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأوروبا الغربية والجنوبية، وشبه الجزيرة العربية، ومنطقة الخليج العربي.
وأوضح أن هذه المنطقة الغنية بمواردها الطبيعية والبشرية، أصبحت اليوم في صلب الأحداث الجارية، مع موجات التغيير التي أحدثت في أعقابها موجات صدمة أمنية وجغرافية وإقليمية.
وفي هذا السياق، أشار إلى عودة ظهور الحركات المتطرفة العنيفة في بعض بلدان الصحراء الكبرى، مما يفتح المجال أمام تدخل أجنبي أو عسكري محتمل.
من جانبها، شددت المحللة السياسية ومستشارة السلام والأمن فاتي الأنصار، على دور الشباب، على وجه الخصوص، في التغيير بإفريقيا، مستشهدة بالأزمة التي تعيشها بلادها مالي.
وفي هذا السياق، استعرضت المراحل المختلفة للأزمة السياسية في مالي، التي اندلعت في أعقاب الأزمة الليبية، والتي كان لها تأثير مزعزع ووقع على الأمن في منطقة الساحل.
وقد تناولت هذه الجلسة الأولى، التي شهدت مشاركة خبراء دوليين قدموا على وجه الخصوص من المغرب وإسبانيا ومالي وتشاد والنيجر، أزمات دول الصحراء الكبرى والتحديات التي يتعين مواجهتها في مجالات السلام والتنمية الاقتصادية والتنمية، وإشراك الشباب الأفريقي، بالإضافة إلى متطلبات وتحديات الأمن الإقليمي والرهانات الاستراتيجية.
كما تطرق الخبراء الى الوسائل الممكنة للمساهمة في الخروج من مأزق التفكك والانهيار الى أفق السلام والسلم الدائم والاقلاع التنموي، وتبني الخيارات العملية المتاحة لبلدان هذا الإقليم الاستراتيجي من أجل بلوغ الأهداف التنموية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية وبلوغ الغاية التي تتوقف عليها مصلحة كل الأطراف.