وبعد صلاتي العشاء والتراويح، رتلت القارئة الطفلة هجر المرابط (11سنة من مدينة تطوان)، الفائزة بالرتبة الأولى لجائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تقدمت للسلام على الملك وتسلمت الجائزة من يديه.
وتعكس هذه الجائزة العناية السامية التي ما فتئ أمير المؤمنين الملك محمد السادس يوليها لحفظة كتاب الله وعزمه الراسخ على تشجيع النشء الصاعد على حفظ وتجويد القرآن الكريم.
إثر ذلك، ألقى الأستاذ بهاء الدين محمد جمال الدين الندوي من جمهورية الهند، بين يدي الملك، كلمة باسم العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية لعام 1444 هـ، أعرب فيها عن أسمى آيات الشكر والامتنان لأمير المؤمنين على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وأوفر العناية المخصصين لهم طيلة مقامهم بالمملكة.
وقال الندوي في هذا الصدد إن الدروس الحسنية تجمع كل شهر رمضان ثلة من صفوة العلماء للحديث في قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، مؤكدا أن هذه السنة الحميدة تؤتى أكلها كل حين.
وأشاد بهذه المناسبة، بعمل الملك على مواصلة سنة أسلافه الميامين، مشيرا إلى أن التاريخ المعاصر سجل للمغفور له محمد الخامس ذكريات العز والمجد لإرسائه روابط المودة والتآلف، كما سجل للمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وضع أسس التقدم والازدهار لبناء المغرب الحديث.
كما تميزت هذه المناسبة الدينية العظيمة، بختم صحيح البخاري من طرف بلقاسم القاسمي، عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات ابن مسيك، بعد سرد «حديث الختم» من طرف حسن صابر، عضو المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات عين الشق.
بعد ذلك، سلم أمير المؤمنين جائزة محمد السادس لـ«أهل القرآن» وجائزة محمد السادس لـ«أهل الحديث»، للفائزين بهما على التوالي، عبد الرحيم النابلسي من مدينة مراكش ومحمد بنكيران من مدينة القصر الكبير.
كما سلم الملك جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية بفروعها الثلاثة، لمحمد شكير من مدينة ورزازات (جائزة منهجية التلقين)، ومحمد بوليس من المدرسة القرآنية بمدينة العرائش (جائزة المردودية)، ومحمد الزعنوني من بمدينة تيزنيت (جائزة التسيير).
إثر ذلك، سلم الملك جائزة محمد السادس للأذان والتهليل، التي أحدثت بتعليمات سامية منه، وذلك بفرعيها، على التوالي، ليوسف الناجي من مدينة المحمدية (الجائزة التقديرية)، ومحمد الهدار من مدينة الناظور (الجائزة التكريمية).
وفي ختام هذا الحفل الديني المهيب، رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين الملك محمد السادس وينصره نصرا مبينا، يعز به الإسلام والمسلمين، وبأن يتوج بالنجاح أعماله ويحقق مطامحه وآماله، ويبارك خطواته السديدة، وبأن يقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما توجه الحاضرون بالدعاء إلى العلي جلت قدرته بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام، المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
حضر هذا الحفل الديني، على الخصوص، رئيس الحكومة ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، وممثلون عن السلك الديبلوماسي للدول الإسلامية المعتمدون بالمغرب، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والعلماء الذين شاركوا في الدروس الحسنية الرمضانية، ورؤساء المجالس العلمية المحلية، ومنتخبون، وكذا شخصيات أخرى مدنية وعسكرية.