هذا الأمر في نظره، نابعٌ من قوّة التوجيهات الملكية، ومدى حرصها على توجيه الجهاز الدبلوماسي. وقال غامبو لـLe360 إن الصحراء المغربية قد أصبحت قضية مركزية بعد الاعترافات المتوالية للكثير من الدول الإفريقية، التي أكّدت مغربية الصحراء وأبانت عن قوة المغرب في نهج دبلوماسية مغايرة تنبني على القوة.
وعن خلفية الندوة العلمية، رأى السفير السابق في كينيا أنّه لسنواتٍ طويلة، ظلّ الحديث مُركّزاً حول البحر الأبيض المتوسط وأُنتج فيه عشرات الأطروحات الجامعية والكتب وأقيمت حوله ندوات ولقاءات، في حين ظلّ المحيط الأطلسي، بعيداً من اهتمامات الباحثين ولم يكُن الاهتمام به إلاّ بشكل هامشي، لكنْ آن الأوان في نظره للاهتمام بالمحيط الأطلسي بدل المتوسط، من أجل فتح علاقات جديدة مع البلدان الأخرى التي تشتغل هذا الإطار.
ويُعتبر المختار غامبو من الباحثين الأوائل الذين سلطّوا الضوء على المحيط الأطلسي منذ سنوات طويلة خلال تعيينه أستاذاً جامعياً في جامعة «ييل» الأمريكية وإنجازه لأطروحة دكتوراه مع المفكر إدوارد سعيد، وهناك عاين غامبو مدى رغبة الأمريكيين في معرفة التاريخ المغربي واكتشف إمكانات وحدود العلاقة التي انتسجت على مدار قرون بين التاريخين.
على هذا الأساس، شدّد غامبو في هذا الحوار على أن توجيه البوصلة صوب المحيط الأطلسي بإمكانه أنْ يفتح مسارب ضوءٍ جديدة بالنسبة للباحث ويقوده إلى الكشف عن صورة جديدة تطبع المغرب في علاقاته بالبلدان الأخرى وتاريخها وتراثها.