أزمة كليات الطب: مدة التكوين وشبح «السنة البيضاء».. مستجدات أولى اجتماعات الوساطة البرلمانية

وفي جديد الملف، أفاد مصدر مُقرّب من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب بأنه «نحن الآن على بعد أسبوع فقط من موعد بدء امتحانات الدورة الاستدراكية للدورة الخريفية، وفي حال عدم حلحلة الأزمة في هاته الفترة، سنكون في مرحلة انتظار انتهاء فترة الامتحانات، أي يوم 20 شتنبر المقبل».

وأضاف المصدر ذاته، قائلا: «سبق وأن قلنا إن الظروف الزمنية الحالية قد تقودنا إلى سنة بيضاء، أو سيكون هنالك، في المقابل، دخول جامعي مقبل، في سبيل إنقاذ السنة الجامعية، في شهر يناير 2025»، متسائلا: «كيف يمكن ذلك؟».

وذكّر المصدر ذاته بأن «أدنى مدة لاجتياز دورة واحدة من الامتحانات تُقدّر في أسبوعين»، موضّحا أن «مدة الدورة الخريفية العادية هي 14 يوم، ومدة الدورة الخريفية العادية هي 14 يوم، مع احتساب مدة 7 أيام كفترة بين الدورتين. هذه المُدَد نفسها، تنطبق على الدورة الربيعية بدورتيْها العادية والاستدراكية والفترة الفاصلة بينها، علاوة على مدة 30 يوما تفصل بين الفصلين، وبالتالي فإن المجموع هو 3 أشهر ونصف».

من جهة أخرى، فإن اجتماع اليوم الأول لرئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس الفريق النيابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي انعقد، يوم الأربعاء 28 غشت 2024، في إطار الوساطة البرلمانية لحلحلة ملف طلبة الطب والصيدلة، قد شهد غياب أولياء أمور الطلب، مثل ما كان متوقعا.

وأفاد مصدر مُطّلع على الاجتماع بأن «هناك استجابة كبيرة جدا لمطالب الطلبة، شملت 48 مطلبا، إذ تبقى مطلب واحد فقط، يتمثل في مدة التكوين، التي قررت الوزارة تقليصها إلى 6 سنوات بدل 7».

وكان Le360 قد استقى، يوم الأربعاء 28 غشت 2024، تصريح مصدر مقرب من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب، الذي أكد اللجنة «ترفض رفضا قاطعا إشراك أولياء الأمور في الملف واستبعاد أبنائهم»، معتبرة أن «الطلبة هم المعنيين المباشرين، وبالتالي يجب إشراكهم في الحوار».

ووفقا للمصدر نفسه، فقد «قرر أولياء أمور الطلبة التراجع عن حضور الاجتماع المُشار إليه، نظرا لإجماع أغلبية الطلبة على إفشال أي اجتماع لا يُشركهم، بحكم كونهم المعنيين المباشرين بالأزمة».

هذا، ويرى الطلبة أن «السُّبل الكفيلة بتجاوز هذه الأزمة تتمثل في قبول المطلب الرئيسي للطلبة المتمثل في إعفاء الدفعات الخمس الحالية من قرار تقليص سنوات الدراسة والاكتفاء بتطبيقه بداية من العام المقبل بعد هيكلة النظام الجديد 4+2، وإلغاء التوقيفات في حق ممثلي الطلبة، وإلغاء نقطة الصفر وضمان اجتياز الامتحانات بكلا الدورتين العادية والاستدراكية في كلا الفصلين، ثم التوقيع على محضر اتفاق يتضمن جميع مطالبهم».

من جهة أخرى، فإن Le360 يُحاول، بشكل مستمر، التواصل مع وزارة التعليم العالي لأخذ روايتها حول الأزمة القائمة مع الطلبة، إلا أن مسؤوليها يمتنعون عن الإدلاء بأي تصريح.

وكان طلبة الطب والصيدلة قد واصلوا، الاثنين 22 يوليوز 2024، مقاطعتهم لامتحانات الدورة الربيعية. فبعدما قاطعوا اختبارات الدورة العادية، أجمع جُلّهم، لاحقا، على مقاطعة اختبارات الدورة الاستدراكية.

وانتقل Le360 إلى كلية الطب والصيدلية بمدينة الدار البيضاء، الاثنين 22 يوليوز 2024، واِلتقط مجموعة من الصور، التي أظهرت غياب الطلبة عن محيط الكلية وغياب أجواء الامتحانات بشكل عام.

يذكر أن عددا كبيرا من طلبة الطب والصيدلة، قد تخلفوا عن اجتياز امتحانات الأسدس الثاني للسنة الجامعية الحالية (الدورة العادية)، التي كانت وزارة التعليم العالي قد برمجتها لتنطلق ابتداءً من يوم الأربعاء 26 يونيو 2024.

وبِلُغة الأرقام، فقد تجاوزت نسبة مقاطة الامتحانات 90% وفق ما أكدته اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب.

وقالت اللجنة إن هذه النسبة، التي بلغت 94% بجميع كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب، صدرت بناء على نتائج الجموع العامة التقريرية والتصويت الوطني، كـ«تأييد للإرادة الطلابية القاضية بالاستمرار في المقاطعة، ردا على مجموع القرارات التعسفية التي لم يتم التراجع عنها ومواصلة الابتزاز عن طريقها».