وحسب ما أفادت به مصادر Le360 فإنه من المقرر أن تتم زيارة الرئيس الفرنسي إلى المغرب يومي 29 و30 أكتوبر المقبل.
ووجه الملك محمد السادس، يوم الخميس، رسالة دعوة إلى رئيس الدولة في هذا التاريخ، أعرب فيها عن « تطلعه للآفاق الواعدة التي تتشكل لبلدينا »، وفقا لما أوضحته الرئاسة الفرنسية.
وأضاف الملك، حسب قصر الإليزيه، أن هذه الزيارة ستكون « فرصة لمنح شراكتنا الاستثنائية رؤية متجددة وطموحة تشمل عدة قطاعات استراتيجية، مع الأخذ بعين الاعتبار أولويات بلدينا ».
يتواجد الملك محمد السادس حاليا في فرنسا في إطار زيارة خاصة. ووفقا لما ذكره موقع Africa Intelligence، تحاول الرئاسة الفرنسية تنظيم لقاء مع العاهل المغربي في الأيام القادمة، ولا يستبعد الموقع عقد غذاء بين قائدي البلدين.
جدير بالذكر أن الملك محمد السادس وجّه دعوة رسمية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة بتاريخ 31 يوليوز الماضي. وقال الملك في رسالته: « كما أشرنا في تبادلاتنا السابقة، سأكون سعيدا باستقبالكم في المغرب في إطار زيارة دولة سيتم تحديد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية ».
وفي الرسالة نفسها، أعرب الملك عن « تقديره الخاص للموقف الواضح والقوي الذي تتبناه فرنسا في رسالتكم بشأن الصحراء المغربية ».
إقرأ أيضا : الصحراء المغربية: الملك يبعث رسالة إلى الرئيس الفرنسي
وأضاف: « أقدّر بالكامل الدعم الواضح الذي يقدمه بلدكم لسيادة المغرب على هذه المنطقة من أراضيه، والصلابة التي يظهرها دعم فرنسا للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل لهذا النزاع الإقليمي، مما يُكرّس بذلك الخطة التي اقترحها المغرب منذ عام 2007 كقاعدة وحيدة للتوصل إلى حل ».
وأشار الملك محمد السادس إلى أن الشعب المغربي وقواه الحية يُقدّرون أهمية هذا القرار، الذي يأتي من عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي لديه معرفة دقيقة بتاريخ وحاضر شمال إفريقيا ويعتبر شاهدا مميزا على تطورات هذا النزاع الإقليمي. كما أكد أن العلاقات الثنائية الإيجابية تفتح « آفاقا واعدة لبلدينا في العديد من القطاعات الاستراتيجية، مما يعزز الشراكة الاستثنائية التي بُنيت على مدى عقود على الصداقة والثقة ».
« الحاضر والمستقبل للصحراء الغربية يتحددان في إطار السيادة المغربية »
كانت الرسالة الملكية جوابا على رسالة أرسلها الرئيس الفرنسي إلى الملك بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، والتي أعلن فيها رسميا أن « الحاضر والمستقبل للصحراء الغربية يتحددان في إطار السيادة المغربية »، كما أشار البيان الصادر عن الديوان الملكي يوم الثلاثاء 30 يوليوز 2024.
وفي الرسالة نفسها، أكد رئيس الجمهورية الفرنسية للملك « ثبات الموقف الفرنسي في هذه القضية التي تعتبر مسألة أمن قومي بالنسبة للمملكة »، وأوضح أن بلاده « ستواصل العمل وفقا لهذا الموقف على المستويين الوطني والدولي ».
وفي هذا السياق، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن « فرنسا تعتبر أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي ينبغي أن يُحل فيه هذا النزاع. إن دعمنا لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 هو دعم واضح ومستمر »، مضيفا أن هذه الخطة « تشكل الآن القاعدة الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومُتفاوض عليه، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ».
وأشار رئيس الدولة الفرنسية إلى أن « هناك إجماعا دوليا متزايدا » حول خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مضيفا أن « فرنسا تلعب دورا مهما في هذا الإطار في جميع المحافل المعنية »، بما في ذلك دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي.
وأضاف الرئيس ماكرون في رسالته: « حان الوقت للتقدم. أدعو جميع الأطراف إلى الاجتماع من أجل الوصول إلى تسوية سياسية، وهي في متناول اليد ». وبعد إشادته بجهود المغرب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصحراء المغربية، التزم الرئيس الفرنسي بأن « ترافق فرنسا المغرب في هذه الجهود لصالح السكان المحليين ».