وخلال هذا اللقاء، بسط أحمد الكريمي، مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، مضامين ومستجدات النظام الأساسي الجديد، منوها بـ »الانخراط الإيجابي للنقابات التعليمية الموقعة على الاتفاق في بناء هذا المشروع، ودفاعها على حل بعض الملفات العالقة. »
ويندرج هذا المرسوم، حسب مدير الكريمي، في إطار تنفيذ أحكام القانون-الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وفي سياق تفعيل التوجهات الواردة فـي النموذج الـتنموي الجديد، وانسجاما مع البرنامج الحكومي 2021-2026، والذي يولي أهمية كبرى للتعليم باعتباره من بين ركائز الدولة الاجتماعية.
ويتوخى هذا النظام، وفق المتحدث ذاته، تنفيذ الالتزامات الواردة في خارطة الطريق 2022-2026، ولا سيما ما يتعلق بإرساء نظام لتدبير المسار المهني يحث على الارتقاء بالمردودية لما فيه مصلحة المتعلمات والمتعلمين. وفي هذا الإطار.
ونوه المسؤول بتثمين العمل المشترك بين الوزارة والنقابات التعليمية وانتصار قيم الديمقراطية التشاركية والحوار والتوافق والعقلانية في معالجة قضايا الموارد البشرية، وترسيخ مبادئ العمل المشترك من أجل الارتقاء بالمنظومة التربوية.
وكان مجلس الحكومة قد صادق يوم الأربعاء 27 شتنبر 2023 على المرسوم رقم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، والذي يمثل حسب وزارة التعليم « نقلة نوعية في مسار الأنظمة الأساسية التي اعتمدتها منظومة التربية والتعليم ببلادنا ».
توالي الإضرابات يقلق الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة
عبرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب عن قلقها بسبب توالي الإضرابات منذ انطلاق الموسم الدراسي 2023/2024، مسجلة بـ »مرارة الوضع الراهن والمرتبط باستمرار الإضرابات والتوقف الدراسي في صفوف تلميذات وتلاميذ المدرسة العمومية بسبب مطالب هيئة التدريس وترافعها عن تجويد مسار النظام الأساسي الجديد المنظم لها ».
وأعرب نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، في تصريح لـ Le360، عن قلقه وتذمره من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية جراء الإضرابات المتواترة والمتكررة، « التي تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر، خصوصا وأن المنظومة تعرف كثيرا من المشاريع الوطنية التي تمس بشكل مباشر جودة الخدمات المقدمة بالمدرسة المغربية ».
وأشارت الفدرالية في بيان لها إلى إن الوضعية الراهنة « وضعية مقلقة بسبب ما قد تنتجه من هدر للزمن المدرسي الشيء الذي لن يمكن من إتمام المقرر الدراسي وهو ما يضرب في العمق المبدأ الدستوري القاضي بجعل التعليم الجيد حقا من حقوق المتعلم ويتعارض مع المادة 26 من القانون الإطار 51.17 التي نصت على ميثاق المتعلم بوصفه الوثيقة التعاقدية التي تفرض على كل الجهات المسؤولة ضمان حقوقه وعلى رأسها الاستفادة من زمن التعلم المقرر كاملا غير منقوص. »
وتطالب الفيدرالية من الوزارة بالتدخل الفوري ومستعجل من أجل « استدراك وإنقاذ الموسم الدراسي الحالي ».
كما تطالب من الجميع، باعتبارها شريكا إيجابيا واعيا بقيمة المقاربات التشاورية التشاركية ومؤمنة بما تحظى به من ثقة في صفوف الشركاء المؤسساتيين والاجتماعيين والتربويين، « مراعاة حقوق المتعلمين والمتعلمات وتسعى جاهدة لضمان الزمن الطبيعي والعادي للمتعلم. »
هذا، وعبرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات واولياء التلامذة بالمغرب عن موقفها من كل الإشكالات المطروحة على طاولة النقاش الوطني ومن موقع مسؤوليتها الأخلاقية والتربوية وحسها الوطني، داعية الى اعتماد الحوار والتواصل البناء بين مختلف الجهات المعنية والمهتمة وإلى التفاعل بشكل إيجابي والحرص على تعويض الزمن المدرسي المهدور، والتشبث بروح المسؤولية الوطنية و التربوية التعليمية اتجاه أبنائنا وبناتنا بالمدرسة العمومية، وتقديم أقصى حد من التضحيات وجعل مصلحة الوطن والمصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار، وهو ما أكده الرئيس الوطني في تصريحه.