نشر مكتب «Brand Finance» البريطاني، تقريرا يقيم فيه القوة الناعمة للدول على الساحة الدولية. وهكذا، يقارن هذا التقرير ثقل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة ويقوم بتصنيف سنوي لهذه الدول وفق قوتها الناعمة.
يصنف مؤشر القوة الناعمة العالمية 2024 الدول على أساس القوة الناعمة، أي قدرة الدولة على ممارسة تأثير معين على الساحة الدولية، خارج الأدوات القسرية للقوة الصلبة أو الساخنة، مثل القوة العسكرية.
لوضع هذا التصنيف، يعتمد «Brand Finance» على ثلاثة عوامل أساسية: الحضور والتأثير والسمعة بالإضافة إلى مجموعة من ثمانية معايير أخرى: الأعمال والتجارة، والعلاقات الدولية، والعلوم والتعليم، والثقافة والتقاليد، والإعلام والاتصال، والسكان والقيم، والحكامة والمستقبل المستدام. في المجمل، تتم معالجة 55 مؤشرا لوضع تصنيف بناء على النقط التي حصلت عليها البلدان المختلفة. كلما اقتربت دولة ما من النقطة 100، زاد تأثيرها.
كما كان متوقعا، حصلت الولايات المتحدة، التي تعد الأكثر نفوذا في العالم، على نقطة 78.8، متقدمة على المملكة المتحدة (71.8)، والصين (71.2)، واليابان (70.6)، وألمانيا (60.8).
ولوضع تصنيفه، يقوم المكتب البريطاني بإجراء دراسات ميدانية ومقابلات مع خبراء المكتب ويعتمد على استطلاعات تغطي عينة من 100 ألف شخص.
البلدان الإفريقية عموما لها تأثير ضعيف على المسرح العالمي. وهكذا، في قائمة أفضل 50 دولة تأثيرا في العالم، لا يوجد سوى ثلاث دول إفريقية: مصر (39)، وجنوب إفريقيا (43)، والمغرب (50). وإذا كان أداء البلدان الإفريقية جيدا عموماً في معايير «الحضور والسمعة»، فإنها تحصل على درجات ضعيفة بشكل خاص في المعايير المتعلقة بالحكامة والتعليم والعلوم.
وتحافظ مصر على رتبتها كدولة أكثر تأثيرا في إفريقيا برصيد 44.9 نقطة، لتحتل المركز 39 عالميا، لتخسر مركزا واحدا مقارنة بتصنيفها العام الماضي. وترجع مرتبة مصر إلى درجاتها في معايير «الحضور» (7.3) التي تحتل فيها المركز الخامس عشر عالميا، و«السمعة» (6.2)، و«الثقافة والتراث» (4.7)، و«العلاقات الدولية (4.0). وتظهر نقاط ضعف في مجال «الحكامة» (2.9)، و«العلم والتعليم (2.8).
وتحتل جنوب إفريقيا المركز الثاني بين الدول الأكثر تأثيرا في إفريقيا برصيد 43.7 نقطة، لتحتل هذه الدولة المركز 43 عالميا بعد خسارتها ثلاثة مراكز مقارنة بتقرير 2023. وإذا حققت جنوب إفريقيا نقط جيدة على مستوى معايير «الحضور» (6.6) و«السمعة» (6.1)، تظهر نقاط ضعف في ما يتعلق بمعايير العلوم والتعليم (2.7)، والحكامة (3.0)... واستكمل المغرب المراكز الثلاثة الأولى من بين الدول الإفريقية الأكثر تأثيرا، حيث تقدم بخمسة مراكز ليصعد إلى المركز 50 عالميا برصيد 40.6 نقطة، ليحتل المركز الأول بين دول المغرب الكبير. وحصلت المملكة على أفضل النقط في معياري «الحضور» (5.7) و«السمعة» (5.9) وتظهر نقاط ضعف في مؤشري «العلم والتعليم» (2.5) و«الحكامة» (2.9).
أما المراكز العشرة الأولى في إفريقيا فكانت من نصيب الجزائر (في المرتبة 73)، وتونس (77)، ونيجيريا (79)، وغانا (85)، وتنزانيا (93)، والسينغال (94) وكينيا (95).
وتجدر الإشارة إلى أن موريشيوس، التي صعدت إلى المركز 67 عالميا عام 2023 بنقطة 38، تراجعت بشكل حاد لتخسر 30 مركزا لتصبح في المركز 97 عالميا. وحققت نيجيريا أكبر تقدم، حيث ارتقت بـ14 مركزا. وانضمت القوة الاقتصادية الأولى في القارة إلى قائمة العشرة الأوائل في إفريقيا، وأصبحت في المرتبة السادسة للدول الأكثر نفوذا في القارة.