اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء يتم تجسيده على أرض الواقع، وسيصبح ملموسا قريبا لسكان الأقاليم الصحراوية، خاصة العيون، أكبر مدن الصحراء الأطلسية. ويتجلى هذا الإجراء الملموس في توسيع سلطة القنصلية الفرنسية لتشمل الصحراء المغربية، إذ علم Le360 من مصدر موثوق أن مركز TLS Contact، وهو الجهة المسؤولة عن معالجة طلبات التأشيرة لفرنسا، سيبدأ في تقديم خدماته في العيون اعتبارا من شهر ماي المقبل.
وقبل هذا القرار، كان يتعين على سكان العيون ومدن أخرى بالصحراء التوجه إلى القنصلية الفرنسية في أكادير، عبر مركز TLS Contact، من أجل استكمال إجراءات الحصول على التأشيرة. أما الآن، فستوفر فرنسا خدمة قنصلية محلية ذات جودة لسكان الأقاليم الجنوبية، مما يجنبهم عناء السفر إلى مدينة أكادير التي تبعد بـ632 كيلومتراً شمال العيون.
إقرأ أيضا : ربورتاج: أبرز لحظات مُباحثات رئيس جماعة الداخلة والسفير الفرنسي
ويحمل افتتاح مركز طلبات التأشيرة الفرنسية في العيون بعدا سياسيا بارزا، حيث يُجسد مضمون الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس بتاريخ 30 يوليوز 2024، والتي أكد فيها أن « حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية »، مشددا على أن « فرنسا تعتبر أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الذي يجب أن تُحلّ فيه هذه القضية ».
ومنذ ذلك الحين، بدأت الأقاليم الصحراوية تستقبل شخصيات سياسية فرنسية بارزة، بدءا بزيارة سفير فرنسا في الرباط، كريستوف لوكورتوريه، إلى العيون ما بين 11 و13 فبراير 2025. ثم تلتها زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى العيون والداخلة يومي 17 و18 فبراير.
إقرأ أيضا : الصحراء المغربية: السفير الفرنسي بالرباط يزور مدينة العيون للاطلاع على النهضة التنموية للأقاليم الجنوبية
وفي 25 فبراير، حلّ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشيه، ثالث شخصية في الدولة الفرنسية حسب ترتيب البروتوكول، بمدينة العيون، حيث جدّد تأكيد الموقف الفرنسي الداعم لمغربية الصحراء.
وعلى المستوى الاقتصادي، تنشط عدة شركات فرنسية في الصحراء، وقد أبرمت اتفاقيات شراكة مع مجموعات مغربية كبرى مثل المكتب الشريف للفوسفاط OCP وشركة ناريفا. لذلك، فإن قرار فرنسا توسيع خدماتها القنصلية إلى الصحراء المغربية يتماشى تماما مع الدينامية القائمة حاليا.




