« خلال 25 سنة، تميزت سياسة المغرب الإفريقية بقيادة الملك محمد السادس بالشفافية »، بحسب ما صرح به الخبير في الجغرافيا السياسية في حوار مع Le360. فوفقا له، فإن هذه السياسة بدأت مع الخطاب الملكي في الخرطوم، حيث أعلن جلالة الملك قرار المملكة بتعزيز « علاقاتها بعمقها الإفريقي ».
وذكر محاورنا أنه « منذ ذلك الحين، تبلور هذا الزخم من خلال سلسلة الزيارات التي قام بها الملك إلى العديد من البلدان الإفريقية ». وخلال هذه الزيارات الرسمية، أبرم المغرب ما مجموعه 1000 اتفاقية تعاون ثنائية في مختلف المجالات.
وأوضح المحلل السياسي أن « هذه الديناميية أثارت انتباه العالم وأبرزت استراتيجية المملكة الجديدة في مجال الشراكة مع البلدان الإفريقية ». وبرزت مؤشرات أخرى لهذه الاستراتيجية الإفريقية التي ينهجها الملك خلال الخطابيين الملكيين المهمين، أحدهما في شتنبر 2013 بملعب باماكو (مالي)، والثاني في فبراير 2014 بأبيدجان (ساحل العاج). وكان الملك قد أكد التوجهات المغربية في زيارتيه وطلب من الأفارقة أن يؤمنوا بإمكانياتهم.
وقام المغرب بعد ذلك بتنويع شراكاته على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأكد المحلل السياسي أن « هذه الدينامية أثارت حفيظة بعض القوى »، قبل أن يشير إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017. وبالإضافة إلى ذلك، أشار هذا الخبير إلى أن الدور الديني المهم الذي يلعبه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يحظى بتقدير كبير في العديد من البلدان التي توجد فيها ساكنة مسلمة كبيرة.
إقرأ أيضا : 25 عاما من الحكم (الحلقة السادسة): النقل والتنقل.. إحراز نجاحات غير مسبوقة
وقد تعززت سياسة الشراكة جنوب-جنوب هاته، من خلال وجود استثمارات مغربية في قطاعات مرتبطة بالأبناك والعقار والاتصالات والأشغال العمومية والفلاحة والنقل. وشدد على أن التعاون العسكري وتكوين الأطر الأفريقية يوجد ضمن هذه الاستراتيجية المثمرة. وبالتالي، أصبح المغرب في فترة قصيرة المستثمر الأجنبي الأول في غرب إفريقيا.
لكن شراكة المغرب الإفريقية لا تتوقف عند هذا الحد، إذ أن معظم الدول الإفريقية اعترفت بمغربية الصحراء من خلال دعمها القوي لمخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وأكد الموساوي العجلاوي أن العديد من البلدان الإفريقية « فتحت قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة »، مشيرا في ذات السياق إلى تأييد العديد من الدول للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.