حصري: أنور مالك يكشف عن تورّط الجزائر في تقديم أسلحة للبوليساريو وبيعها لجماعات إرهابية

أنور مالك يقدّم وثائق تكشف عن تورّط الجزائر في تقديم أسلحة للبوليساريو وبيعها لجماعات إرهابية

الكاتب الصحفي الجزائري المعارض أنور مالك

في 07/12/2025 على الساعة 15:45

فيديوأصدر الكاتب الصحفي الجزائري المعارض أنور مالك كتابه الجديد «البوليساريو وإيران: أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف» وهو عبارة عن كتاب ضخم صدر عن دار المنعطف ويتكوّن من مجموعة من التحليلات العينية الدقيقة التي ترصد علاقة تندوف بطهران بالاستناد إلى وثائق حصل عليها أنور مالك حين كان يعمل مراقبا دوليا في سورية، وهي وثائق تُنشر لأوّل مرة وتكتسي أهمية بالغة تورّط الجزائر في صناعة الإرهاب عبر بيع الأسلحة ودعم البوليساريو.

يقول إنّ هذا الكتاب شرع في الاشتغال عليه منذ مدة، ويُعد من الكتب التي أصدرها في إطار المشروع الإيراني في المنطقة، بحيث أصدر من قبيل كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» ثم بعد ذلك «ثورة أمّة: أسرار الجامعة العربيّة في سورية». أما الكتاب الثالث فكتبه بعدما تأكّد عبر عملية البحث أنّ هذا الموضوع يجب أنْ يُثار لأنه يحتوي عل معلومات خطِرة جداً حول تحوّل هذه المليشيا إلى أحد الأذرع الإيرانية في المنطقة المغاربية وتحديداً داخل الجزائر، بعدما فشلت عدّة محاولات من قبل، سواء من الـ«الجيّا» الجماعة الإسلامية المسلحة، حيث حاولت إيران اختراقها واحتواءها عن طريق وصول عناصر من المتشيعين لصالح الولي الفقيه ومتدربيهم في الحرس الثوري والضاحية الجنوبية، حيث وصلا إلى أعلى قيادتها ثم بعدها صناعة حزب الله المغاربي وفشلت أيضاً، لذلك وجدت إيران ضالتها في تنظيم جاهز على كلّ المستويات ولا يزعج الجزائر بل إنها ستُبارك هذه العلمية، «لذلك رأيت أنه من الضروري أنْ أقوم بتأليف هذا الكتاب ونشر فيه كل المعلومات المتوفّرة لدينا حتى يكون القارئ العربي على علم بخطر هذه المليشيا».

وعن الأدلة الدامغة والوثائق الاستخباراتية التي تم تسريبها من سورية والتي تُفيد بتجنيد مئات من عناصر البوليساريو بمليشيات إيرانية، فيقول إنّه «في نهاية سنة 2012 حصلت على ذاكرة كومبيوتر لجهاز حاسوب تابع لمخابرات الأمن الخارجي التابع للمخابرات السورية وفيه الكثير من الوثائق وبدأت أقرأ هذه الوثائق فوجدت مجموعة من الوثائق الخاصّة التي تفضح التعاون الجزائري الرسمي مع نظام بشار الأسد، وهو تعاون سياسي ودبلوماسي وعسكري. ثم وجدت وثائق أخرى تتحدث عن لقاءات جماعات محمد عبد العزيز وإبراهيم غالي، بل وحتى طلب تقدّمت بعض الأطراف في إطار المفاوضات من أجل مشاركة عناصر البوليساريو للقتال مع نظام الأسد».

ويرى أنّه «من بين هذه الوثائق هناك لقاء جمع بين إبراهيم غالي تحت ما يسمى بـ«سفير البوليساريو في الجزائر» بحيث ولأوّل مرّة تخرج معلومة حول مقتل عناصر من البوليساريو في معركة «القصير» التي جرت في سنة 2012 بين حزب الله وثوّار سورية وتم تعزيتهم، وهنا أفردتُ بمعلومة أنني بعدما كتبت هذا الكتاب وطُبع تحصلت على معلومات جديدة تقول إنّ البوليساريو نعت هؤلاء الذي قتلوا في سورية على أساس أنّهم قتلوا في جبهة التحرير وإنهم قتلوا في معارك ضدّ الجيش المغربي وهو أمرٌ خطِر من وحي الخيال. هي وثائق خطِرة تفضح هذا المحور الذي يدلّ دلالة واضحة على أنْ تصل البوليساريو إلى التعامل مع نظام الأسد بهذه الطريقة العسكرية مُتجاوزةً مرحلة الولاءات السياسية والعقائدية ووصلت إلى درجة أنّها تحوّلت إلى ذراع عسكري واستخباراتي وأمني لصالح الولي الفقيه والحرس الثوري».

أنا عن سؤال بيع البوليساريو لأسلحة للمنظمات الإرهابية فيرى بأنّه «أمر خطِر، فهناك الكثير من الجزائريين يستفسرون عن كثرة البيانات التي تصدرها البوليساريو على أساس أننا اليوم قصفنا الثكنة العسكرية المغربيّة في بعض الأمكنة، لكنّ الحقيقة التي يجهلها الكثيرون انطلاقا من البحث في مصادر من داخل الجزائر، فإنّ هذه المقذوفات التي تُمنح للبوليساريو من طرف مخازن الأسلحة للجيش الجزائري، فإنّ البوليساريو تطلق بعض المقذوفات الخفيفة التي لا تكلّف شيئاً مالياً، لكنّ تلك القذائف التي تُمنح من الجيش الجزائري يتم بيعها إلى منظمات مافيوية وشبكات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء».

يضيف أن بعض هذه «القذائف تكلّف حوالي 800 ألف دولار وهناك المئات منها تباع بتلك المنطقة، فهي تذر أموال طائلة وهذه الأموال تُدفع «كاش» وتُمنح وتهرّب للعديد من حسابات الجنرالات. فأنا في فترة معيّة كُنت موجوداً في المحبس وأقوم بتصوير وثائقي حول نهاية البوليساريو، وفي اللحظة التي أنا كنت موجودا فيها بالمحبس صدر بيان من البوليساريو على أساس أنها قصفت المنطقة وأنا كنت موجود هنا ولم أسمع أيّ شيء ولا يوجد أيّ أثر. فهي تحاول أنْ تبرر بأنّ تلك المقذوفات تم استعمالها حتى يتم إغلاق ملفها في الأرشيف العسكري للجيش الجزائري وأيضاً مع الدول التي تهتم بهذا الأمر».

تحرير من طرف أشرف الحساني و سيف الدين البلغيتي
في 07/12/2025 على الساعة 15:45