وتابعت يومية «الصباح» الخبر، في عددها الصادر ليوم الأربعاء 26 شتنبر 2023، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي التزم فيه فصيل بنكيران الصمت، فتحت استقالة الوزير السابق عبد القادر عمارة، الباب أمام أصوات الحكمة، إذ استغرب يتيم، في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، انحراف «بيجيدي» عن الخطاب الحزبي السليم، وأنه كان من المفروض أن يتناول الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس، وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية، وأن فقرة الربط بين الزلزال والمعاصي شوشت على باقي المواقف.
وأكد يتيم أن «لا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله، ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية، كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات»، و«لا أحد يمكن أن يجزم أن أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو هذا الزلزال تعيينا أو ذاك هو عقاب من الله، بل إن القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله».
وسجل العضو السابق للأمانة العامة أن البيت الحرام نفسه غمرته المياه كم من مرة، وواجه عواصف، وحتى في زلزال الحوز، سقطت وتضررت مساجد ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي، معتبرا أن المتضررين في المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال هم أبعد، بالمقارنة مع مناطق أخرى، عن المعاصي والفساد الأخلاقي، وأنه في كل منطقة توجد استثناءات، بل إن مناطق جبلية وجنوبية هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما، وعلى القناعة بالقليل والكرم، وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين، متسائلا: «كيف يمكن أن نجزم، أو حتى أن نحتمل، بأن ما حل بالناس هناك عقاب إلهي عن معاص مقترفة؟».
وردا على الأصوات التي حاولت تبرير ما وقع بالخلفية الفقهية للأمين العام، حمل يتیم كل أعضاء الأمانة العامة المسؤولية، بالنظر إلى أن هذه الهيأة تعتمد البلاغات البيانات الصادرة باسمها بصورة جماعية، وعادة ما تكون بلاغاتها موضوع أخذ ورد، مضيفا أن البلاغ الأخير يظهر أنه تضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام، وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع اللبس الحاصل فيها، خاصة المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل.
وفي إشارة منه إلى خطوة عمارة، اعتبر يتيم أن استقالة أحد القيادات التاريخية يعني أن هناك شعورا بأن تدبير الحزب قد وصل لدرجة تستدعي دق ناقوس الخطر، مطالبا أعضاء القيادة الحالية بإعادة الاعتبار لمؤسسة الأمانة العامة وممارسة مسؤولياتهم كاملة في ما يصدر باسمهم.