ومن هذه الغرائب والعجائب ما يحدث في دولة الكراغلة العظمى من كوارث ومهازل مضحكة تسيء إلى الشعب الجزائري الشقيق.
إن العالم يشهد أن أبواق الكراغلة قد صمت آذاننا، بأن الانضمام إلى منظمة « بريكس » بات أمرا محسوما على حد قول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أكد على أن عضوية بلاده « تحظى بدعم أغلب دول هذا التكتل، رغم أن كل المعطيات والمؤشرات الاقتصادية كانت تشير إلى أنه من الصعب على الجزائر بنموذجها الاقتصادي الحالي الذي يرتكز حصريا على النفط والغاز أن يظفر بمقعد داخل بريكس، وأن لغة المصالح والواقعية الاستراتيجية هي التي تفتح باب الانخراط، وقد أكد وزير الخارجية الروسي » سيرجي لافروف » أن معايير توسعة مجموعة بريكس تتضمن وزن وهيبة الدولة ومواقفها على الساحة الدولية.
إن هذا الرفض يؤكد بالواضح وزن النظام العسكري الجزائري على المستوى الدولي وانتكاسة دبلوماسية القوة المضروبة رغم العديد من الهلوسات والخرجات والرحلات المكوكية والأموال المبذرة.
ولمحو آثار هذه الانتكاسات، حاول النظام العسكري الجزائري أن يوهم الشعب الشقيق أنه قادر على أن ينبعث من رماده، وأنه قوة إقليمية جبارة، وفاعل أساسي في صنع القرارات على المستوى الإقليمي، حيث أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية مدعومة بالعديد من الأبواق الإعلامية، أن النيجر قبلت رسميا المبادرة التي تقدمت بها الجزائر لعودة النظام الدستوري إلى البلاد، وبادر الرئيس الجزائري بتكليف وزير الخارجية أحمد عطاف بالتوجه إلى نيامي في أقرب وقت ممكن بهدف الشروع في مناقشات تحضيرية مع كافة الأطراف المعنية حول سبل تفعيل المبادرة الجزائرية، لكن من المضحكات المبكيات، أنه مباشرة بعد ذلك، نفت وزارة الخارجية النيجرية الأنباء حول قبول البلاد المبادرة التي تقدمت بها الجزائر لعودة النظام الدستوري في البلاد وحل الأزمة، وبحسب البيان، حدد الجانب النيجري منذ البداية أن مدة الفترة الانتقالية يجب أن تعتمد على نتائج المنتدى الوطني الشامل وكذلك على المبادئ التوجيهية للتغييرات في حكم البلاد وأضاف: » حتى قبل إضفاء الطابع الرسمي على نتائج هذا الاجتماع، فوجئت وزارة الخارجية بأنها لاحظت على شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام بيانا للحكومة الجزائرية يشير إلى أن النيجر قبلت وساطة الجزائر التي عرضت على الجيش ستة خيارات ».
وشدد البيان على أنه » نظرا لما سبق، فإن حكومة جمهورية النيجر ترفض هذه المزاعم وتجدد التأكيد على رغبتها في الحفاظ على روابط الصداقة والأخوة مع الجزائر ».
إن بيان وزارة الخارجية النيجرية ينفي قبول مبادرة الوساطة الجزائرية في الوقت الذي هلل الكراغلة طويلا لما اعتبروه نصرا ديبلوماسيا..!
وهذا الفشل الدبلوماسي يؤكد مرة أخرى حجم القوة المضروبة وعزلتها الإقليمية والدولية زيادة على كونها أصبحت مسخرة للتنكيت في وسائل الإعلام الدولية.
ونجد أن هذا النظام العسكري، فاشل في كل خياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث استسلم في سباق استضافة كأس إفريقيا 2025 لصالح المملكة المغربية وسحب ترشيحه وهو يجر ذيول الخيبة والهزيمة والمذلة، وهو قرار ترك جدلا في الوسط الرياضي الجزائري، خاصة أن النظام العسكري كان يؤكد مرارا على قوة ملف ترشيحه رغم أن الواقع كان يظهر أن هناك عدة مؤشرات تبين ضعف فرص الجزائر في هذا السياق.
لقد أصبحت المهازل مقترنة بهذا النظام العسكري، حيث وصلت حد أن الرئيس عبد المجيد تبون، صرح من داخل هيئة الأمم المتحدة، أن الجزائر ستقوم بتحلية مياه البحر بما يعادل مليار و300 مليون متر مكعب من المياه يوميا، علما أن إنتاج العالم من تحلية مياه البحر لا يزيد عن 95مليون متر مكعب يوميا.
لقد أثار هذا التصريح سخرية عارمة في وسائل الإعلام الدولية ومواقع التواصل الاجتماعي، وذهبت الكثير من التعاليق الساخرة إلى أن بلوغ هذا الرقم الخيالي يتطلب تجفيف مياه البحر الأبيض المتوسط، واعتبره آخرون أنه حين بلوغ هذا الرقم لن يكون هناك داع لاجتياز البحر للوصول إلى أوربا.
وفي إطار الانتقال من الاقتصاد المبني على المعرفة إلى الاقتصاد القائم على الذكاء، خرج وزير السياحة الجزائري مختار ديدوش بتصريح أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المعطيات الخاطئة التي قدمها حول عدد السياح الذين استقبلتهم الجزائر وكذلك حين دعا المواطنين الجزائريين للتخلي عن مساكنهم لفائدة السياح، حتى ينتعش هذا القطاع بالبلاد، وأكد أن الحكومة بصدد إخراج مشروع قانون » يفرض » على الجزائريين ترك منازلهم للسياح مع » إلزامية تقديم جل الخدمات لهؤلاء الزوار الأجانب.. »!!.علما أنه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها وزير السياحة بتصريحات » غريبة » فقد سبق للوزير الأسبق ياسين حمادي أن قال بأن شواطئ بلاده استقبلت في صيف2022 أزيد من 120مليون مصطاف، وهو رقم اعتبره العديدون مبالغا فيه..
هكذا أصبح النظام العسكري يتلاعب بالأرقام بشكل مضحك مما جعله مسخرة عند العالمين.
نظام يسوق صورة سلبية لبلد تسوده الارتجالية في اتخاذ القرارات سواء على المستوى الوطني أو الدولي، حيث بات الشعب المغلوب على أمره يقاسي الويلات من هذا النظام، بينما انبرى الرئيس عبد المجيد تبون في لقائه الأخير مع تلفزيون بلاده يتوعد التجار المضاربين في العدس والفاصوليا والأرز حيث قال: « المواطن الجزائري من بين المغاربة بصفة عامة هو اللي يستهلك أكثر العدس واللوبيا » ، وتابع متوعدا: « اللي يخلق لي مشكل في اللوبيا والروز والعدس، أقسم بالله اللي حكمتو يندم على النهار اللي تزاد فيه ».
إنه عوض الحديث عن إجراءات تحمي المواطن الجزائري البسيط من جشع المضاربين، بدأ يستحضر أصناف البقوليات دون تقديم حلول عملية لمواجهة هذه الأزمة وياللأسف رغم الثروات البترولية التي ذهبت جراء الوهم أدراج الرياح.
ولأن الإبداع لا حدود له، وفي إطار تسجيل السبق والريادة إقليميا ودوليا، نجد أن القوة المضروبة تتهيأ للدخول إلى كتاب » غينيس » نظرا لقدرة الجنرالات وهذا ما يسجله التاريخ لهم، على إعادة إحياء طوابير الفقراء التي انقرضت بعد الحرب العالمية الثانية، لأنه وبعد طوابير الحليب والزيت والماء والبطاطا، هناك الآن طوابير العدس والفاصوليا ..والقادم أسوأ..
نعم شر البلية ما يضحك، وكم ذا ببلاد العسكر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء...