ويندرج التعاون المتين بين المغرب وكوت ديفوار أيضا ضمن اطار الاستمرارية والاستدامة، وفقا للرؤى المشتركة لقائدي البلدين الملك محمد السادس، والرئيس الحسن وتارا الرامية الى تحقيق نمو وازدهار البلدين.
وبدأت هذه الروابط الاستثنائية من خلال معاهدة صداقة تم توقيعها في عام 1973 وتمحورت حول مشاريع ملموسة ودائمة، تم تعزيزها من خلال عشرات من الاتفاقيات في جميع المجالات ضمن اطار من الثقة بمستقبل مشترك. وتترجم العلاقات بين البلدين، التي يطبعها الاحترام المتبادل والتآزر الثابت على مدى عقود، الإرادة السياسية المشتركة، والتي أثمرت هذا النموذج الواضح للتعاون جنوب-جنوب، المفيد للطرفين.
ويعد هذا التعاون احد تمظهرات التضامن بين بلدان الجنوب مما يساهم في رفاهية شعوبها، وتمكينها، فضلا عن المساهمة في تسريع وتيرة التقدم نحو تنفيذ الأهداف المستدامة.
وكان سفير الملك في أبيدجان، عبد المالك الكتاني، قد أكد في مقابلة مع صحيفة «فراترنيتي ماتان» الإيفوارية، أن «العلاقات بين كوت ديفوار والمغرب، تعد نموذجا يحتذى، إن لم نقل الأكثر نجاحا، في مجال التعاون جنوب – جنوب المفيد للطرفين والقائم على مبدأ رابح - رابح».
وأبرز أن هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين تستند إلى «رؤية قائدي البلدين وطموحهما القوي لفائدة بلديهما وشعبيهما»، مشيرا إلى أن المغرب وكوت ديفوار تجمعهما منذ 1962 علاقات دبلوماسية قوية ومتينة قائمة على الثقة والاحترام والتعاون المتبادل وهي القيم الأساسية للعلاقة الثنائية الدائمة.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أنه منذ تولي الرئيس الحسن واتارا السلطة بكوت ديفوار تعززت هذه العلاقات أكثر وذلك بفضل رؤيته والزخم الكبير الذي أعطاه للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلاده.
وتابع السفير أن الامر يتعلق «برؤية إيجابية وبناءة يتقاسمها الملك محمد السادس مع أخيه الرئيس الحسن وتارا، والتي تقضي بمساهمة المملكة المغربية في بناء كوت ديفوار جديدة، منخرطة في مسار الإقلاع والسلم والاستقرار والتماسك الاجتماعي».
ولا شك أن المشاريع المتعددة الاقتصادية والاجتماعية التي تم إطلاقها بكوت ديفوار خلال السنوات الأخيرة من قبل الملك، والتي تم إنجاز غالبيتها، خير دليل على صلابة التعاون بين البلدين، ومن بين هذه المشاريع نقطة التفريغ المهيأة بلوكودجورو وغراند لاهو، ومركز محمد السادس متعدد التخصصات للتكوين المهني بيوبوغون وكذا مركز التكوين في طب المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي بيوبوغون.
ينضاف الى ذلك مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، وهو المشروع الأكثر رمزية بين المغرب وكوت ديفوار على مستوى البنيات التحتية، والذي كان قد أطلقه الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا، والرامي إلى إحداث ثورة على مستوى شكل مدينة أبيدجان.
وعلاوة على ذلك، تجدر الاشارة أيضا إلى انتهاء أشغال بناء مسجد محمد السادس بأبيدجان التي أطلقها في مارس 2017، أمير المؤمنين رفقة الرئيس واتارا، وتمثل هذه المعلمة الدينية البارزة جوهرة أخرى ترمز للأخوة التي تربط البلدين والشعبين.
وفي إطار التعاون الجامعي والتكوين المهني، يظل المغرب وجهة مفضلة للطلبة الإيفواريين.
ويعتبر التعاون بين البلدين ممتاز في جميع المجالات، كما أنه يتم العمل بشكل متواصل من أجل إرساء مشاريع أخرى في المستقبل، سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص.
ويجدر التأكيد أيضا أن كوت ديفوار دعمت دائما المغرب داخل الهيئات الدولية والقارية بخصوص الوحدة الترابية للمملكة، حيث كان هذا البلد من ضمن أوائل البلدان الشقيقة والصديقة التي فتحت قنصلية عامة لها في مدينة العيون في فبراير 2020.
ففي يونيو الماضي، أشادت كوت ديفوار أمام أعضاء لجنة الأمم المتحدة الـ24 بدينامية الدعم الدولي المتزايد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء. وتشمل العلاقات الممتازة بين البلدين أيضا التعاون اللامركزي.
وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أن منطقة تونكبي بكوت ديفوار وجهة الداخلة وادي الذهب وقعتا اتفاقية - إطار للتعاون اللاممركز وذلك بمناسبة «الجولة الاقتصادية» المنظمة ما بين 18 و20 ماي بالعاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار بمبادرة من جهة الداخلة وادي الذهب.
ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية انطلاقا من الأهمية التي يوليها الطرفان لتطوير التبادلات، والشراكة وتقاطع المصالح، وكذلك الرغبة في إحداث إطار للتعاون من أجل النهوض بالأهداف المشتركة وفق نهج متجانس ومتكافئ ودائم.
ولاشك أن العلاقات المغربية- الإيفوارية، التي تعززت على مر السنين، تقوم على شراكة متعددة الأبعاد تجمع بين اللامركزية والحكامة الرشيدة.