العطافي يكتب: بيان المرزوقي يسقط الإشاعات

في 23/11/2023 على الساعة 21:40

من الخطأ اعتبار بيان منصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق مجرد بيان للرد على إشاعة، وتكذيب مزاعم ظلت تلاحقه وتلاحق المغرب من قبل من يغيظهم المغرب، ويزعجهم التقارب المغرب وتونس.

إنه بمثابة درس لمن يعنيهم الأمر، وتعنيهم مصالح بلدان المغرب العربي، واتحادها المجمد عن سبق إصرار. وصعقة لمن يريدون تعكير صفو المياه قبل الاصطياد فيها، لكن ككل مرة يسقط في أيديهم ولا يجنون إلا السراب.

اعتاد أبناء الشعوب العربية وخاصة البسيطة منها يؤكدون أنه من الصعب الكذب على الأحياء، لكن عندما يتعلق الأمر بالمغرب والمرزوقي يجدر بنا أن نقول إن الكذب يستحيل حين يتعلق بالواضحين والمتصالحين مع أنفسهم.

جاء البيان ليؤكد أن الكيل طفح وأن السكوت عن الشائعات المغرضة لم يعد مقبولا، وهذا ما تذل عليه الكلمة المفتاح « كثرت » التي استهل بها المرزوقي بيانه.

إن كثرة الشائعات تؤكد أن الأمر يتعلق بسوء نوايا، وبفئة لا ذهبت ضحية غبائها واعتقدت أن الصمت في البداية جبن، لأنها لم تبلغ مرحلة نضج لتعي أن الأمر يتعلق بحكمة، وأنى للجاهل أن يستوعب الحكم.

قد لا يكون المرزوقي هو المقصود، هذا الاحتمال ضعيف، لكنه وارد، لأن قد هنا حرف تقليل. لا بد من التأكيد على أن الرغبة في التشويش على المغرب بلد الحريات والديمقراطية والشفافية، أضحى يغيظ لأنه استثناء في محيط يغلي وبعيد عن الاستقرار بسبب محدودية تفكير من يحنون إلى زمن الحرب الباردة، ولا ينتعشون إلى في وحل الفوضى.

ضاقت بهم الأرض بما رحبت فلم يجدوا ما يروجون له إلا حديث عن منع رئيس سابق لدولة شقيقة حظي بالدعم من قبل المغرب، وعرفت العلاقات المغربية التونسية في عهده تطورا أسس لنموذج ينبغي أن تكون عليه علاقات بلدان المنطقة، وتشهد على ذلك الزيارة الملكية لتونس التي أفقدت البعض صوابه ونسج من وحي خياله قصصا كذبتها اللقاءات الرسمية والحفاوة الشعبية، التي عبر من خلالها أبناء تونس الأحرار عن وعيهم، وتقديرهم للزيارة الملكية وأهدفها ومراميها التي اختزلت الكثير من المراحل وبعثت رسائل واضحة حول استقرار تونس، التي رفضت الارتماء في أحضان المشوشين وأن تبني سعادتها بأموال شعب شقيق يجري تجويعه.

إن المغرب دولة مبادئ، لذلك لا تتعامل بمنطق كل يوم تبدلون وجاءت شهادة المرزوقي غنية عن كل تعليق إذ أوضح في بيانه « كثرت هذه الأيام الاشاعات حول منعي من دخول المغرب من قبل السلطات المغربية ». وأضاف توضيحا وصفه بالنهائي بخصوص المسألة حين أكد « أعلمت قبل بضعة أشهر وفق ما يقتضي البروتكول السلطات المغربية برغبتي في زيارة عائلية اذ يعلم الكثير أن والدي الذي عاش منفيا في المغرب أكثر من ثلاثين سنة كلاجئ سياسي تزوج وله بنتان وابن هم مع أطفالهم وأحفادهم عائلتي المغربية التي اعتزّ بها ».

إن السلطات المغربية لم تتجاهل ما أعلمت به من قبل المرزوقي، وحددت احتراما لنفسها وانسجاما مع موقفها وتفاديا لأي إحراج ما يمكن ممارسته طالما أن الهدف من الزيارة عائلي، اللافت أن المعني بالأمر تفهم، وفضل إرجاء بمحض إرادته تأجيل الزيارة، وله الحق في ذلك، لكن هواة فبركة قصص الخيال علمي أطلقوا العنان لخيالهم المريض ليتحدثوا عن المنع علهم يظفرون ثمين في نظرهم لا قيمة له حين تسلط عليه خيوط شمس الحقيقة، وتتمثل والحالة هاته في بيان المرزوقي الذي جاء جامعا مانعا وورد فيه قوله

« ومن ثم لا صحة لقرار المنع وإنما لظروف تتغير سريعا خاصة بعد الموقف الشجاع الذي اتخذه المغرب ملكا وحكومة وشعبا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني عموما وأهلنا في غزة خصوصا ».

لا نزعم أن هذا رد مباشر على من سولت لهم أنفسهم تبخيس دور المغرب ومواقفه المؤيدة لفلسطين والفلسطينيين، لكننا نعتبره إحقاقا للحق، وتفنيدا للمزاعم الواردة في هذا الصدد.

تحرير من طرف حسن العطافي
في 23/11/2023 على الساعة 21:40