فيلم قصير يبرز عمق الشراكة الثابتة بين المغرب وأمريكا

Les drapeaux du Maroc et des Etats-Unis d'Amérique.

صورة مركبة لعلم المغرب والولايات المتحدة الأمريكية

في 18/11/2024 على الساعة 12:55

تسلط سفارة المغرب بواشنطن الضوء، من خلال شریط سینمائي قصیر، على التاریخ الاستثنائي للشراكة الثابتة والغنية والعميقة التي تربط بین المملكة والولایات المتحدة منذ مستھل التاریخ الأمریكي.

فمن خلال ھذا الشریط، الذي یتم بثه عبر الإنترنت تزامنا مع تخلید الشعب المغربي لذكرى عید الاستقلال، تبعث المملكة برسالة قویة لا لبس فیھا، كونھا تعد شریكا متمیزا بالنسبة لأمریكا.

تتجاوز العلاقات بین الرباط وواشنطن مجرد كونھا دبلوماسیة محضة، لتتجلى في توافق بشأن الالتزامات والقیم، التي تدفع قدما بشراكة استراتیجیة لھا خصوصیاتھا، یحذوھا الطموح المشترك بتحقیق مستقبل أفضل للبلدین وللعالم أجمع.

بھذه العبارات، یستھل سفیر المغرب في العاصمة الفدرالیة الأمریكیة، یوسف العمراني، ھذا السفر عبر أرشیف تاریخ غني بالأحداث. تعد ھذه المقدمة بمثابة تذكیر تاریخي، یحفل بكافة معانیه منذ سنة 1777، كان المغرب أول دولة في العالم تعترف بالولایات المتحدة، وھو واقع ما فتئت الإدارات الدیمقراطیة والجمھوریة، المتعاقبة تستحضره، مشیدة بأقدم شریك لأمریكا: المملكة التي كانت دوما، على الضفة الأخرى للمحیط الأطلسي، حلیفا ھاما وشریكا رئیسیا ومخاطبا یحظى بمكانة متمیزة لدى مختلف قاطني البیت الأبیض.

من ھذا المنطلق، یتوالى سرد الأحداث بشكل انسیابي یقتفي یوسف العمراني أثر ھذا التاریخ، داعیا المشاھدین إلى سبر أغوار إرث ھذه الشراكة، مع استحضار الواقع الراھن، واستشراف المستقبل. فالأفق السیاسي لا یقتصر على الوفاء للماضي فحسب، بل یعد بنجاحات جدیدة، وحدھما الرباط وواشنطن تستأثران بكیفیة تحقیقھا

تحفل ھذه الشراكة بكافة معانیھا من مجلس الأمن إلى مناورات « الأسد الإفریقي » العسكریة، مرورا بالتجارة والاستثمارات. فالمغرب، البلد الإفریقي الوحید الذي أبرم اتفاقیة للتجارة الحرة مع الولایات المتحدة، یرتقي بعلاقاته مع واشنطن. إذ بعد مرور 20 عاما على توقیع ھذه الاتفاقیة، و20 سنة من انطلاق تمرین الأسد الإفریقي، شھدت ھذه العلاقات تطورا حثیثا، بقیادة روادھا المؤسسین.

من خلال الفیلم، تجسد مزیج من الصور ومقاطع الفیدیو من الأرشیف ثبات العلاقات السیاسیة والدبلوماسیة، التي وحدت على الدوام الرؤى المشتركة بین الحلیفین. فمن مؤتمر الدار البیضاء في عھد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، إلى رمزیة اللقاء الذي جمع بین جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني والرئیس كینیدي،

یحتفظ الماضي ببصمته في الحاضر. كما أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس یرتقي بھذه العلاقة الفریدة، إذ لا یقتصر على إعطائھا معنى جدیدا أكثر رحابة، بل یمنحھا أیضا حمولة تكتسي طابعا أكثر استراتیجیة.

لا تكتفي واشنطن والرباط بمجرد التقارب، بل ترتقیان سویة خلال القرن الـ21 إلى ذروة علاقات دبلوماسیة تجسد التزامات ھیكلیة، متجاوزة الصداقة الصادقة وروح التعاون، شعارھما في ذلك شراكة متینة قائمة على أسس ثابتة.

ومن خلال اعترافھا بسیادة المغرب على أقالیمه الجنوبیة، تجسد الولایات المتحدة انخراطھا الكامل حین یتعلق الأمر بدعم المصالح الاستراتیجیة لشركائھا من قبیل المغرب. ولعل الصور، في ھذا الصدد، تظل أبلغ تعبیرا من الكلمات

معا، یشكل البلدان قوة فاعلة من أجل السلام والحوار والتفاھم، من خلال التوقیع على اتفاقیات ثلاثیة الأطراف، ومد جسور الدبلوماسیة في الشرق الأوسط، والالتزام بتحقیق الازدھار في إفریقیا. ھذه الشراكة الثنائیة المغربیة-الأمریكیة تشكل درعا یقاوم الانقسامات، لكنھا على الخصوص محرك للوحدة والازدھار المشترك.

من خلال ھذا الفیلم الوثائقي، تتوالى الشھادات رفیعة المستوى رافعة نداء یحظى بالإجماع: تحقیق المزید من التعاون والتفاعل. ھذا المطلب لا یملیه التاریخ فقط، بل أیضا المصالح الراسخة. یعبر عن ھذا الرأي على الخصوص كل من الأستاذ الفخري في جامعة جونز ھوبكنز، ویلیام زارتمان، ونائب مساعد وزیر الخارجیة الأمریكي الأسبق المكلف بقضایا الشرق الأوسط وشمال إفریقیا، دیفید شینكر، وأیضا الجنرال مایكل لانغلي، في تحلیلھم للحظات البارزة ضمن ھذا التعاون.

ولعل أبلغ تجسید لھذه الوحدة یتمثل في الدور المتنامي للمواطنین المغاربة، الذین یحملون عالیا رایة الوطن في القارة الأمریكیة، والذین لم یؤد اندماجھم إلى الانسلاخ عن جذورھم. فسواء كانوا طلابا أو مسؤولین أو .فنانین أو ریاضیین، یعتز المواطنون المغاربة من كافة الأطیاف بھویتھم، التي لا تتأثر قط ببعد المسافات.

یختتم الفیلم لقطاته على وقع صورة معبرة مفعمة بالدلالة: علم أحمر وأخضر یلوح به مواطنون مغاربة في ساحة « تایمز سكویر » الشھیرة، كانوا قد قدموا للاحتفال بملحمة أسود الأطلس خلال كأس العالم الأخیرة. حس وطني عال یتجسد كذلك من خلال الكلمات المؤثرة للشاب آدم بندق، الذي یحلم، من على مقعد بالقنصلیة في واشنطن، بأن یرتدي ذات یوم ھذا القمیص الأحمر نفسه على أرضیة ملعب لكرة القدم، معبرا عن شغف، لا حدود له، یكنه لبلاده.

تحرير من طرف حفيظ الصادق
في 18/11/2024 على الساعة 12:55