25 عاما من الحكم (الحلقة الثامنة) - جيروم بيسنار: «أنا مقتنع بأن فرنسا ستعترف على المدى القصير بمغربية الصحراء»

مقابلة مع جيروم بيسنارد، الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية والمغرب الكبير (وليد بلفقيه / Le360)

في 29/07/2024 على الساعة 15:03

في هذا الحوار، يتحدث جيروم بيسنار (Jérôme Besnard)، الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية والمغرب الكبير، عن تطورات قضية الصحراء المغربية خلال العقود الأخيرة، خاصة في عهد الملك محمد السادس. فمن الاعترافات المتتالية بمغربية الصحراء إلى تهافت الأطروحات الانفصالية، يكشف كل جانب عن انتصار جديد يحققه المغرب في هذه القضية.

على مدى السنوات الـ25 الماضية، حقق المغرب اختراقا ملحوظا في قضية الصحراء المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس. وقد أدت الأحداث الدبلوماسية الرئيسية، مثل اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، إلى إعادة تحديد التوازنات الجيوسياسية في المنطقة لصالح المغرب.

ويرصد جيروم بيسنار، الكاتب الفرنسي (صاحب كتاب « اليمين الخيالي » الصادر في 2018 عن دار النشر « Cerf ») وأستاذ القانون الدستوري بجامعة باريس، أهم تطورات هذه الفترة وتأثيرها على المكانة الدولية للمملكة.

Le360: على مدى السنوات الـ25 الماضية، حقق المغرب تقدما كبيرا في قضية الصحراء المغربية. ما هي، في نظركم، أبرز التطورات في عهد الملك محمد السادس في هذا الملف؟

جيروم بيسنار: بالنسبة للملك محمد السادس، كما هو الحال بالنسبة لوالده، فإن مركزية قضية الأقاليم الجنوبية أمر ضروري. لذلك، كان هناك أولا تقديم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية إلى الأمم المتحدة، في عام 2007، ثم، بطبيعة الحال، الاعتراف بمغربية الصحراء من قبل إدارة ترامب في دجنبر 2020. ويجب أن نشير هنا أيضا إلى التطور الإيجابي لموقف إسبانيا بخصوص هذا الملف.

«يجب النظر إلى قضية الصحراء من زاوية الكراهية التي تغذيها السلطة الجزائري، خاصة لتعبئة الشعب الجزائري الذي لا يستفيد بأي حال من الأحوال من ريع المحروقات. كراهية السلطة الجزائرية موجهة إلى أربعة أطراف، وهي فرنسا والمغرب وإسرائيل والهوية القبايلية المعترف بها في المغرب»

—  جيروم بيسنار، الفرنسي المتخصص في العلاقات الدولية والمغرب الكبير

Le360: كان اعتراف الولايات المتحدة وإسرائيل بمغربية للصحراء بمثابة نقطة تحول دبلوماسية كبيرة. كيف قوت هذه الأحداث موقف المغرب؟

جيروم بيسنار: لقد أصبح العالم متعدد الأقطاب، لكن الولايات المتحدة، بفضل قدراتها العسكرية وقوتها الاقتصادية، لا تزال تتمتع بنفوذ كبير على مستوى العالم. وبطبيعة الحال، هناك بروز مجموعة البريكس، لكن القرار الأمريكي سيجبر، عاجلا أو آجلا، الاتحاد الأوروبي، دولة بعد أخرى، على اتخاذ موقف مؤيد لمغربية الصحراء. أما بالنسبة لإسرائيل، فلا يمكن لأحد أن يتجاهل قوتها التكنولوجية في بعض القطاعات، كما أن نفوذها الدبلوماسي لا يزال قائما، على الرغم من الوضعية الحالية في غزة.

Le360: فرنسا، الحليف والشريك التاريخي للمغرب، مدعوة إلى الاعتراف صراحة بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية. ما قراءتكم بهذا الصدد؟

جيروم بيسنار: بدون الكشف عن أي أسرار، أنا مقتنع بأن فرنسا ستعترف على المدى القصير بمغربية الصحراء. وهذا يرتبط دستوريا برئيس الجمهورية، ولكن هناك اتفاق داخل أوساط اليمين والوسط، من حزب التجمع الوطني إلى حزب الرئيس، بما في ذلك حزب الجمهوريون، على اتخاذ هذه الخطوة.

Le360: لقد دعم النظام الجزائري دائما جبهة البوليساريو ضد المغرب. في نظركم، لماذا تستمر في هذا النهج رغم فشله؟

جيروم بيسنار: يجب النظر إلى قضية الصحراء من زاوية الكراهية التي تغذيها السلطة الجزائري، خاصة لتعبئة الشعب الجزائري الذي لا يستفيد بأي حال من الأحوال من ريع المحروقات. كراهية السلطة الجزائرية موجهة إلى أربعة أطراف، وهي فرنسا والمغرب وإسرائيل والهوية القبايلية المعترف بها في المغرب. أضف إلى ذلك المصلحة الجيوسياسية للصحراء المغربية وسوف تفهمون لماذا لا تريد الجزائر التراجع.

Le360: كيف ترون التطور المستقبلي للعلاقات بين المغرب وفرنسا، خاصة في ضوء الديناميات الجيوسياسية الإقليمية الأخيرة؟

جيروم بيسنار: تسعى فرنسا إلى تعاون وثيق مع المغرب في عدة مجالات: مراقبة الهجرة، وتنظيم التجارة الفلاحية والصيد البحري، ومكافحة تهريب المخدرات. إن المغرب دولة محورية للأمن الأوروبي مستقبلا. ولكن لا يجب أن ننسى الثقافة، بدءا بالفرنكفونية. وسأذكر أيضا الوزن الذي اكتسبه الطلاب المغاربة في المؤسسات المرموقة مثل مدرسة البوليتكنيك.

يتعين على المغرب أن يتبنى سياسة أنجلوسكسونية، ولكن في عالم متعدد الأقطاب، لا ينبغي له أن ينسى ما تستطيع فرنسا، أو إسبانيا، أن تقدمه له.

تحرير من طرف سعد بوزرو
في 29/07/2024 على الساعة 15:03