وأكد أن إفريقيا تثق بالملك وتستحضر قيادته عندما يتعلق الأمر بقضايا التنمية والتعاون والسلام الى جانب قضايا أخرى، مذكرا بأن الملك كان دائما في الموعد للاستجابة، بما في ذلك تقديم الدعم المناسب خاصة خلال الأزمات.
وأكد الدبلوماسي المغربي أنه من منطلق هذا الالتزام الملكي الصادق، يعمل المغرب مع البلدان الشقيقة على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد أو البيئة أو الهجرة أو الصحة أو حتى الثقافة، مشيرا إلى أن الملك حرص دائما على تبادل الأفكار الجيدة والمبتكرة والمبادرات لجعل الأمور تتقدم وفق منظور طويل الأمد.
وأبرز الناصري أنه « من الواضح أن طريقة التفكير والعمل هاته، والتي تعكس قيم التضامن والتكامل، ستؤدي من دون شكل الى توحيد جهودنا وتوفير فرص أخرى، علما أن كلا من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يدعون باستمرار إلى إنشاء سلسلة قيمة إفريقية متكاملة ومتلائمة مع مشروع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية ». وأضاف أن العرض الملكي يتماشى بطبيعة الحال مع الطموحات التي حددتها أفريقيا، لا سيما في أجندة 2063، معتبرا أن « المحيط الأطلسي يشكل مؤهلا هاما يتيح فرصا كبيرة، فضلا عن أنه يمكن تحويله إلى رافعة للتنمية الاقتصادية لا محيد عنها وبوابة لإفريقيا على العالم، ولهذا السبب سيكون من الحكمة والسخاء أن تستفيد بلدان المناطق النائية ».
وسلط الناصري الضوء على أهمية تسهيل الربط البيني، ليس فقط على مستوى شبكات الطرق والسكك الحديدية والكهرباء، ولكن أيضا عبر إنشاء خطوط بحرية تربط البلدان الأفريقية، مضيفا أن هذه الخطوط، ستمكن من بناء اقتصاديات متينة وتوفير الأنشطة والدخل على جميع المستويات. وفي هذا السياق، أشار الناصري إلى المشروع الاستراتيجي لخط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي أطلقه الملك والرئيس النيجيري السابق محمد بخاري، والذي سيربط بلدان الساحل الأطلسي ببعضها البعض، من جهة، وبأوروبا من جهة أخرى، مبرزا أن هذا المشروع الطموح يوفر مزايا عديدة، لا سيما من خلال توفير الطاقة وتخفيض كلفتها، وهو عامل حاسم في التصنيع، دون إغفال الاستجابة لتطلعات السكان في مجال الكهرباء.
من جهة أخرى، أكد الدبلوماسي المغربي أن هذه المبادرة تشكل عنصرا هاما في الرؤية الشاملة ل الملك لإفريقيا، ومع إفريقيا بالخصوص مشيرا إلى أن هذه الرؤية « تتأسس انطلاقا من مجموعة من الأفكار والمبادرات والالتزامات التي تم تقديمها وذلك على مدى أكثر من عقدين من الزمن ».
وأوضح أن الملك يعبر عن هذا الارتباط والمحبة للقارة الإفريقية من خلال أعمال ملموسة، بما في ذلك عشرات الزيارات الرسمية إلى البلدان الشقيقة، مؤكدا أن « هذه الزيارات شكلت دائما مناسبة لتعميق الأخوة الإفريقية. واكد أن الرؤية الملكية تتجلى على أرض الواقع بطرق مختلفة، لا سيما من خلال التوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات (1000 اتفاقية) مع الدول الإفريقية الشقيقة، والتبادل المنتظم للتجارب والخبرات، وبناء القدرات على كافة المستويات، الى جانب تنفيذ مشاريع اجتماعية واقتصادية في القارة، فضلا عن الشراكات على مستوى مكافحة الإرهاب من خلال تدريب الأئمة وتقاسم قيم الإسلام السمحة.