وخلال هذه المناورة، التي جرت أمام الفريق محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق أول مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، قامت الوحدات العسكرية المشاركة بمحاكاة عملية التصدي للعدو باستعمال وحدات برية مدعومة بوحدات جوية حيث تم تنفيذ طلعات جوية بواسطة طائرات من طراز F16 وقاذفات من نوع B1B .
كما تم تنفيذ عمليات برية تم خلالها قصف العدو بالمدفعية من أجل تمكين وحدات الهندسة العسكرية بتفكيك حقل ألغام وفتح ممرات في إطار تنفيذ مهمات الهجوم والهجوم المضاد وذلك بواسطة مدرعات من نوع «Abrams» مرفوقة بوحدات المشاة على متن مركبات ثقيلة مصفحة حاملة للجنود بهدف القضاء على ما تبقى من العدو المفترض.
وقال لانغلي، في تصريح لوسائل الإعلام في ختام هذه المناورات الجوية والبرية، «إن ما شاهدناه اليوم خلال هذه المناورات هو دليل على العمل الجماعي والعمل ضمن فريق»، معربا عن امتنانه للمغرب، البلد المضيف والشريك منذ أمد طويل، وللقوات العملياتية لجنوب أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا، على تنظيم هذا الحدث وإظهار هذه الاحترافية.
وأضاف أن المشاركة في تمرين «الأسد الإفريقي أمر مهم بالنسبة لإفريقيا لأن الأمر يتعلق بتمرين رفيع المستوى يمهد الطريق لمقاربتنا الرامية إلى بناء الاستقرار والشراكات عبر القارة الإفريقية، كما يتعلق بضمان أن يتمكن شركاؤنا الأفارقة من إضفاء الطابع المؤسساتي لقواتهم، وتعزيز قابلية التشغيل البيني مما سيمكننا من مواجهة بعض التحديات التي يواجهونها في مجال الأمن والاستقرار».
وذكر لانغلي بأن تمرين الأسد الإفريقي تم إطلاقه لأول مرة عام 2004، ولكن عندما أصبحت (أفريكوم) تتولى قيادة المعركة، اتخذ هذا التمرين بعدا جديد، مضيفا أنه «بالفعل، جميع استراتيجياتنا المتعلقة بالأمن القومي تحث (أفريكوم) على تبني مقاربة تقوم على الشراكة»، مبرزا أن المغرب والولايات المتحدة طورا مستوى الشراكة عبر التاريخ، مؤكدا أن المغرب ومنذ استقلالنا يعد شريكا مفضلا للولايات المتحدة.
وأورد أنه من أجل مواجهة التنظيمات المتطرفة العنيفة في المنطقة يتعين إضفاء الطابع المهني لقواتنا وتعزيز القدرات المؤسساتية، «كما يجب علينا أن نكون قادرين على إضفاء الطابع المؤسساتي على هذه القوات حتى تتمكن من مواجهة شبح النزاعات ومحاربة التنظيمات المتطرفة العنيفة».
من جهته، أكد يوسف كرطومي، عميد بالقطاع العسكري لواد درعة، في تصريح مماثل، أنه تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، شهدنا اليوم التمرين العسكري الميداني الختامي للنسخة ال 19 لتمرين الأسد الإفريقي 2023.
وأعرب عن شكره وامتنانه لشركاء المغرب في القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، والقوات العملياتية لجنوب أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (SETAF-AF)، وكذا الحرس الوطني لولاية يوتا، على دعمهم ومساعدتهم المستمرة مما أدى إلى نجاح هذا التمرين الذي سلط الضوء مرة أخرى على القيم الأساسية التي نتشاركها من أجل تعزيز السلام والأمن في العالم، وخاصة في قارتنا الإفريقية.
وأضاف العميد كرطومي أنه تم وضع مختلف الأنشطة المبرمجة من أجل تحقيق الأهداف التالية المتعلقة بتعزيز مستوى قابلية التشغيل البيني بين القوات، وتوحيد التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وكذا تقوية القدرات متعددة المجالات.
بدوره أكد حاكم ولاية يوتا الأمريكية، سبينسر كوكس، على الشراكة القوية والمتينة بين ولاية يوتا والمغرب والتي تمتد لأزيد من 20 سنة، مضيفا أن هذه الشراكة بدأت قبل تمرين «الأسد الأفريقي» وأن ولاية يوتا والمغرب هما من بدآ معا هذا التمرين العسكري ليصبح الآن عملية مدهشة متعددة الجنسيات.
وقال: «على أصدقائنا المغاربة أن يدركوا مدى الأهمية الكبيرة التي يحظون بها لدى ولاية يوتا والولايات المتحدة، إن شراكتنا تتطور وتتجاوز هذا التمرين العسكري الذي يبقى أمرا أساسيا»، مؤكدا أن «ما نلاحظه من قابلية التشغيل البيني من خلال تمرين الأسد الإفريقي يجعلنا في يوتا نعتقد حقا أن الأمن العالمي هو مسألة علاقات، إن السلام وصنع السلام هما مسألة علاقات».
وأشار إلى أن «العلاقات التي نبنيها هنا تجعل من العالم مكانا أفضل وأكثر أمانا، نحن فخورون بدور ولاية يوتا في الحياة الإفريقية ونتطلع إلى الاستمرار في لعب هذا الدور خلال السنوات المقبلة».
وكانت التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة «الأسد الإفريقي 2023» قد انطلقت يوم 5 يونيو الجاري على مستوى قيادة المنطقة الجنوبية بأكادير، وشملت عدة مناطق بالمملكة وهي، بالإضافة إلى كاب درعة بطانطان، مناطق أكادير وابن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت، وذلك بمشاركة حوالي 8000 جندي يمثلون 14 بلدا، بما فيها المغرب والولايات المتحدة، فضلا عن ملاحظين عسكريين من 8 دول هي سيراليون ومصر وليبيريا والبرتغال والرأس الأخضر وباكستان وأذربيجان وهنغاريا .
ويهدف تمرين «الأسد الإفريقي»، الذي تنظمه القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمريكية تنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات، وكذا تقوية قدرات الجيوش المشاركة والتنسيق البيني من أجل مواجهة كافة التحديات الأمنية وتعزيز التعاون العسكري بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتشتمل النسخة الـ19 من هذا الحدث الهام، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة، على تمارين مشتركة ومناورات في مختلف المجالات العملياتية البرية والمحمولة جوا والجوية والبحرية وإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي)، إذ تهدف بشكل أساسي إلى تطوير قابلية التشغيل البيني وتعزيز قدرات التدخل في إطار متعدد الجنسيات.
ويعد تمرين «الأسد الإفريقي 2023»، كتمرين مشترك متعدد الجنسيات، موعدا بارزا يسهم في تعزيز التعاون العسكري المغربي- الأمريكي، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة لمختلف الدول بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.