وأوضح حرمة الله في تصريح للصحافة، أن القرار الأممي رقم 2797 لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة تراكم استراتيجي لجهود متواصلة على مدى أكثر من ربع قرن من الزمن، قادها الملك شخصيا بروح من الهدوء والاتزان، قائلاً .. « ما تحقق اليوم في مجلس الأمن لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل ملكي ممنهج، أعاد تعريف الدبلوماسية المغربية وأثبت أن الثقة والمصداقية أقوى من الضجيج والمزايدات ».
وأضاف أن الخطاب الملكي الأخير جاء ليترجم مضمون هذا التحول، حيث أكد جلالته أن الحل لن يكون إلا في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية، مجددا الدعوة الصادقة لأبناء الصحراء المحتجزين في تندوف للعودة إلى وطنهم والمشاركة في بنائه وتنميته، باعتبار أن الوطن يتسع للجميع، وكل المغاربة سواسية في الحقوق والواجبات.
وأشار حرمة الله إلى أن الدبلوماسية الملكية خلال هذه الـ26 سنة انتقلت بالمغرب من موقع الدفاع إلى موقع صناعة القرار، حيث أصبح صوت المملكة مسموعا بشكل أكبر في القضايا الدولية الكبرى، سواء في إفريقيا أو في الأمم المتحدة أو على مستوى العلاقات الثنائية مع القوى الكبرى، بفضل رؤية الملك القائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وتغليب الحوار على الصدام.
وأضاف رئيس جماعة الداخلة أن القرار الأممي الأخير يمثل لحظة نضج دبلوماسي مغربي بامتياز، لأنه رسخ قناعة المجتمع الدولي بأن مبادرة الحكم الذاتي ليست مجرد اقتراح، بل إطار عملي واقعي يضمن الاستقرار والتنمية في المنطقة، موضحا أن العالم بات ينظر إلى التجربة المغربية كنموذج في إدارة القضايا الحساسة برؤية استراتيجية لا تتغير بتغير الظرفيات.
كما أكد حرمة الله أن مدينة الداخلة تجسد اليوم الوجه العملي لهذه الرؤية الملكية، إذ تحولت خلال العقدين الأخيرين إلى منصة اقتصادية واستثمارية واعدة، ومركز للتلاقي بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بفضل مشاريع استراتيجية كبرى أطلقها الملك محمد السادس، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، الذي سيجعل من الجهة رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني.




