تعددت الخرجات الإعلامية للسفير التركي المتعمد في المغرب، عمر فاروق دوغان، التي يدافع فيها عن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية وعن الوحدة الترابية للمملكة. وقد دفع ثمن ذلك. فقد استدعت أنقرة سفيرها في المغرب. وأكدت مصادر متطابقة، في اتصالات مع Le360، أن القرار اتخذ منذ 20 يوما كإجراء تهدئة من قبل سلطات أنقرة بعد احتجاجات على الدبلوماسي التركي الذي أثارت مواقفه غضب الجارة الشرقية.
وأوضح مصدر مطلع: «إذا كانت تركيا لا تستطيع إلا أن تتفهم وتؤيد موقف المملكة، فإن الجزائر اغتاظت لأن عمر فاروق دوغان تحدث عن ذلك علانية، وخاصة لوسائل الإعلام». وكان الحوار الذي أجراه بالتحديد الدبلوماسي التركي في نونبر 2022 مع زملائنا في «ماروك إيبدو» هو الذي في ما يبدو أنها أثار حفيظة السلطات الجزائرية.
«مشكلة الصحراء تؤلمنا، لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك من يفهم شعور السلطات والشعب المغربي، فلا يمكن إلا أن يكون الشعب والسلطات التركية. نحن مع التنمية العادلة في المنطقة، ونرى أن هذا صراع مصطنع يخدم أطراف أخرى هدفها إعاقة تنمية المنطقة»، هذا ما قاله على وجه الخصوص عمر فاروق دوغان. كان ذلك قبل الإعلان عن الإنشاء المرتقب لمتجر «السلسلة التركية» في العيون.
وهكذا، يبدو أن أنقرة تريد ترضية أحد شركائها الرئيسيين في المنطقة، وهو الجزائر. الجارة الشرقية هي بالفعل ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا. في السنوات الأخيرة، نفذت الشركات التركية أكثر من 377 مشروعا استثماريا هناك. هناك حوالي 800 شركة تركية موجودة أيضا في البلاد.
وبحسب مجلة «جون أفريك»، فإنه «من عام 2006 إلى عام 2013، قام رجب طيب أردوغان، حينما كان وزيرا أولا، بما لا يقل عن أربع زيارات رسمية إلى الجزائر. منذ انتخابه رئيسا، زار الجزائر عام 2014، ثم في عام 2020».