وبعد ذلك قرر النظام العسكري الجزائري إغلاق المجال الجوي في وجه الطائرات المدنية والعسكرية المغربية حيث راهنوا على إلحاق خسائر بالخطوط الملكية المغربية، إلا أن القرار لم يكن له إلا أثر بسيط على بعض الرحلات التي غيرت مسارها لتمر فوق البحر الأبيض المتوسط وبذلك فشلت قراراتهم الرعناء.
إنه النظام الذي جعل من عداوة المغرب عقيدة ثابثة حيث يتحرش بالسيادة الوطنية عبر احتضان حركات انفصالية وتمويلها وتسليحها، ووضع مهاجمة المغرب ومصالحه الاستراتيجية أولى الأولويات لديبلوماسية الجنرالات، بل لو أتيح لهم حبس الهواء على المغرب لفعلوا ذلك فرحين...
هذا النظام نجده اليوم يتباكى ويتشاكى عبر وزير الري الجزائري طه دربال على هامش المنتدى العالمي العاشر للمياه المنعقد في بالي بأندونيسيا حيث قال إن » الجزائر عانت خاصة على حدودها الغربية، حيث لاحظنا ممارسات من دول الجوار التي أضرت بالتوازن البيئي الذي أضر بالحيوان والنبات والإنسان بسبب التجفيف المقصود والممنهج لبعض السدود وبعض المناطق ».
نعم ياسادة..! الكراغلة يطمحون التحكم في الموارد المائية المغربية عبر حرمان الجهة الشرقية من المياه في ظل الإجراءات السيادية الصارمة التي اتخذتها السلطات المغربية لحماية مخزون المياه الوطني.
حقيقة أن الغرب الجزائري يعاني من وضع كارثي نتيجه أزمة تدبير المياه وغياب استراتيجية وطنية في هذا المجال، حيث بات الوضع جد كارثي ما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة علها تظفر بلتر ماء، ونجد أن منطقة شمال غرب الجزائر عرفت انقطاعا كليا للماء لمدة ناهزت أسبوعا، مما ينذر أن يكون بداية انتفاضة شعبية عنوانها: الحق في الماء.
لقد يئس الشعب المغلوب على أمره من عنتريات وأكاذيب النظام العسكري الحاكم الذي انبرى عرابه يبيع الوهم خلال المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين من الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حيث صرح قائلا أن » الجزائر انطلقت ببرنامج تحلية مياه البحر وسنصل مع نهاية سنة 2024إلى إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا »..!
إن إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا تعني إنتاج أكثر من475مليار متر مكعب على أساس سنوي، مع العلم أن الإنتاج العالمي من تحلية مياه البحر لايتجاوز 100مليار متر مكعب في السنة.
أرقام عبثية تثير السخرية من نظام يحترف الكذب وحكاية الخرافات من أجل إلهاء جماهير المستضعفين و التأثير في المخيال الرمزي الجماعي للأشقاء بحثا عن ذاكرة وشرعية مفقودة، لعل آخر المستملحات في هذا المجال ، تلك السيدة( كريمة الشامي) التي ادعت أنها حفيدة الأمير عبد القادر بتزكية من المخابرات الجزائرية وأصبحت بذلك تلك » الأميرة المزيفة » رمزا وطنيا تحضر الاحتفالات الوطنية والرسمية بل توزع صكوك غفران الوطنية ودم الشهداء على جموع المغفلين، مما جعل من الكراغلة مسخرة أمام العالمين حين سقط القناع عن القناع.
ترى هل هي أزمة ماء؟ أم أزمة أخلاق؟ أم أزمة شرعية مفقودة؟
الشعب المغلوب على أمره أعياه الانتظار في الطوابير.. أجيبوه ولو بكذبة سخيفة.. إنه ينتظر أجيبوه...