الباحث نبيل دريوش: إسبانيا تعي أن مصالحها الاستراتيجية والحيوية مع استقرار المغرب

وصول رئيس الحكومة الإسبانية خلال الزيارة الرسمية الأخيرة للمغرب

في 22/02/2024 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 22/02/2024 على الساعة 19:00

تشهد العلاقات المغربي الإسبانية تطورا ملحوظا. ولا يقتصر هذا على تبادل الزيارات بين الوفود الحكومية للبلدين. ويوضح هذا الأمر ما ذهب إليه نبيل دريوش الباحث الشأن الإسبانيحين قال في تصريح لـ le360 « إن إسبانيا تعي جيدا أن مصالحها الاستراتيجية والحيوية مع استقرار المغرب »، وفي هذا الصدد أغلق رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، الباب أمام الحالمين بتغير موقف بلاده، الذي يدعم المخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب سنة 2007، الهادف إلى تسوية الخلاف المفتعل من قبل خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، حول الصحراء المغربية.

وجدد سانشيز، في الرباط التأكيد على موقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في البيان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022، وأيضا الإعلان المشترك الذي توج الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب - إسبانيا المنعقد قبل عام (2 فبراير 2023). وأكد نبيل دريوش « أن ما قاله رئيس الحكومة الإسباني هو بمثابة تشبث بخارطة الطريق للسابع من أبريل، التي تعد أفضل رد على اللغط الذي تشهده الساحة الإسبانية من حين إلى آخر »، مشيرا إلى رسالة وزير الخارجية الإسباني ألباريس التي كانت بمثابة رد على الحزب الباسكي الذراع السياسي للانفصاليين الباسكيين « منظمة إيتا ».

وكان الرد المكتوب واضحا وارتكز بالأساس على خارطة الطريق (2022) والبيان المشترك (2023)، واللذان جرى خلالهما مراعاة أهمية العلاقة مع المغرب، وأن الموقف المعبر عنه ليس موقف حكومي مرحلي يمكن أن يتغير، بل هو موقف الدولة الإسبانية.


وأضاف نبيل دريوش « لسنا بصدد موقف وقرار الحزب الاشتراكي بل قرار للدولة الإسبانية بشكل يراعي المصالح الاستراتيجية لإسبانيا في الوقت الراهن ضمن حكومة ائتلافية صعبة، هذا الائتلاف الذي يضم حزب بوديموس المعادي للمغرب، ما يؤكد أن الأمر يتعلق بقرار يعكس موقف الدولة العميقة في إسبانيا، التي لها رأي يؤخذ بعين الاعتبار في ما يخص قضية الصحراء ».

وسجل أن الإجراء بسبب تغير المعطيات الجيواستراتيجة بالمنطقة ومع الوقت تغيرت الأولويات لإسبانيا.

ولفت دريوش إلى أن إسبانيا تعي جيدا أن مصالحها الاستراتيجية والحيوية مع استقرار المغرب، وأشار إلى أن إسبانيا التجأت إلى حل مشاكلها ومحاولات الانفصال عبر الحكم الذاتي، ولا يمكن إطلاقا أن تتناقض مع نفسها وترفض المقترح المغربي أو تعارضه.

وأكد أن رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، أثبت ذلك في حديث خص به قناة ميدي1، وعبر عن كون الموقف الإسباني من قضية الصحراء نابع من قناعتها.

ويرى نبيل دريوش أن إسبانيا فهمت أن العلاقات مع المغرب هي الأيسر، والأفضل أيضا، في المنطقة المغاربية بالنظر إلى الاستقرار الذي ينعم به، إذ يعد نموذجا على كل الأصعدة في منطقة يطبعها الارتباك.

وأضاف: « إن المغرب فضلا عن الاستقرار يتوفر على بنيات تسمح بالدفع بعجلة التعاون المشترك، وأي عاقل لا يمكن إلا أن ينحاز للتعامل والتعاون مع المغرب.

خلال بداية القرن الواحد والعشرين كان فكر القرن العشرين مسيطرا وكان للمغرب ملف الصيد البحري وحده قبل أن تنضاف ملفات جديدة.

اليوم تغيرت الأمور إذ نتحدث عن مئات المقاولات المهمة وفي مجالات مختلفة، وأثبت المغرب عبر ديناميته أنه بلد له مستقبل، وله حضور في الكثير من المجالات المؤثرة، فالمغرب هو بلد الطاقات المتجددة والصناعات وأثبت قدرته على مواجهة التحديات.

وبالتالي أصبحت تراهن عليه الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي كان اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه استراتيجيا، وإسبانيا لا يمكن أن تغفل هذا، ولا يمكن أن تكون ضد مصالحها.

إن فكر الاستعمار القديم والذي كان يتحكم في مواقف إسبانيا انطلاق من العام 1976 لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة في الألفية الثالثة.

وأشار دريوش إلى أن شبكة المصالح يساع على امتصاص الخلافات وأضاف: « دون شك لاحظتم في حالة المغرب وإسبانيا أنه مباشرة بعد المشاكل يتقوى التعاون، ولننطلق من أزمة جزير ليلى مثلا، فأهم القرارات جرى اتخاذها أعقبت أزمة الجزيرة المذكورة، ويمكن أن أشير هنا إلى حجم التعاون المشترك، الذي شمل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية بشكل يتوازى مع التعاون الاقتصادي ».

وختم بالإشارة إلى الخلافات التي تفجرت بسبب إبراهيم غالي « جاء بعدها انفراج ملحوظ ويعبر عنه بصدق التقدم الذي تشهده علاقات البلدين والذي تحدثنا عن أسسه وثماره في البداية ».

تحرير من طرف حسن العطافي
في 22/02/2024 على الساعة 19:00, تحديث بتاريخ 22/02/2024 على الساعة 19:00