وأوردت يومية « الصباح » على صفحتها الأولى في عددها ليوم الأربعاء 26 أبريل 2023، أن السلفي الحسن الكتاني، تصدَّر واجهة « أعداء عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، بدعوى مسؤوليته في العبث بالأسرة »، داعيا الخطباء والأئمة إلى تحذير المصلين من مؤامرات تُحاك ضد الإسلام.
وقال المتحدث نفسه، بحسب المصدر، إن العديد منهم دقوا ناقوس الخطر في خطبة العيد، وواجهوا دعوات الوزير ومن معه من العلمانيين، بالتحذير من « العبث بدين أهل المغرب »، موضحا أنهم على وعي بما يحاك من « مؤامرات خطيرة، فمهما تلاعب الوزير ومن معه بالكلمات، فإنه لا يخرج عن أنه يسعى إلى العبث وتغيير الدين ».
وخصص الكتاني تدوينات عديدة للوزير نفسه في صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، موضحا في إحداها أن الوزير « لا يحسن قراءة آيات من القرآن الكريم، وبالمقابل يتجاوز كل العلماء ويتحدث عن عظائم الأمور وهذه كارثة بجميع المقاييس »، مشيرا إلى أن « الجاهليين ينشغلون بمؤتمرات وندوات هدفها الإجهاز على البقية الباقية من الخير ».
ودعا الكتاني أنصاره إلى تخصيص نصيب من دعائهم للوزير والعلمانيين، »لعل الله يكفينا شرهم »، في وقت نالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نصيبها من هجوم الكتاني، الذي وصفها بـ »العلمانية اليسارية » التي تتحدث في دين الله وكأنها فقيهة عالمة، ما جر عليه انتقادات كثيرة، واعتبر الكثيرون، تدوينته إساءة للمرأة واتهاما لها بالباطل، وأن دوره أصبح انتقاد كل المسؤولين، ولو كانوا في المعارضة.
وفتح الكتاني صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي لأتباعه لشن هجوم على وزير العدل، نتيجة ما اعتبروه « خطا أحمر »، بسبب دفاعه عن تعديل قانون المسطرة الجنائية، إذ أكد وهبي أنه « عمل على تغيير مواد حالة التلبس في الخيانة الزوجية في القانون الجنائي، بسبب طريقة اعتقال المتورطين فيها وما يرافق هذه العملية من تشويه »، وفق تعبيره.
وتابعت الجريدة الحديث في الموضوع على صفحتها الثانية، مشيرة إلى أن سلفيون وأنصارهم يخوضون معارك شرسة تصل إلى حد التكفير لتخويف الداعين إلى إصلاح مدونة الأسرة، رغم أنه لم يتم بعد الإفراج عن مشروع القانون الجنائي المعدل، أو الكشف عن مضامينه.
وأكد سلفيون أن تصريحات وزير العدل تعطي انطباعا بأن المشروع يحمل جديدا بخصوص الفصول التي يرى حقوقيون أنها « تقيد » الحريات الفردية، والتي تثير سجالا حادا بين مطالبين بإلغائها أو تعديلها والمنادين بالإبقاء عليها.
ولا يستسيغ السلفيون دعوة الوزير وهبي إلى إخراج الدين من أيادي « البعض » وعدم المساس به ملحا على أهمية التحلي بالجرأة والشجاعة لإضافة خطوات إلى الأمام، فالإسلام لا يتناقض مع الحداثة، مشيرا إلى أن التسلط والتحكم والوصاية نتاج فهم تاريخي للدين، تضيف اليومية.