انطلقت احتفالات العمال والعاملات تخليدا لعيدهم الأممي، عند حدود الساعة العاشرة صباحا من يومه الإثنين، لتبدأ عموم الجماهير في التوافد إلى الأماكن التي حددتها النقابات، سلفا، لتنظيم منصات المهرجانات الخطابية.
نقابة UMT تحتفل رفقة الآلاف من العمال وسط المدينة
على غرار الفاتح من ماي في كل سنة، شهد شارع الجيش الملكي في الدار البيضاء تجمع آلاف العمال المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل (UMT)، حيث ألقى ميلودي موخاريق الأمين العام لهذه الأخيرة، خطابا أمام العمال والمستخدمين، حثهم فيه على مواصلة النضال والصمود في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة.
في هذا الصدد، قال ميلودي موخاريق، في تصريح لـLe360، إن «الاحتفال بعيد الشغل يأتي هذه السنة في ظروف جد استثنائية، تتخلها غلاء المعيشة وضرب القدرة الشرائية لعموم الأجراء».
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذا اليوم سيكون للاحتجاج ضد الحكومة لعدم التزامها بمخرجات الحوار الاجتماعي لدورة أبريل، حيث لم يتم التوصل مع رئيس الحكومة لأي اتفاق يهم المطالب العادلة لفئة العمال.
وذَّكر موخاريق بمطالب نقابته المتمثلة في: التخفيض من الضريبة عن القيمة المضافة، وأيضا التخفيض من الضريبة عن الأجور لتحسين دخل الأجراء، مقترحا تخفيضا من 38 في المائة إلى 30 في المائة، فضلا عن زيادة عامة في الأجور لكل الفئات مقدرة في 1000 درهم صافية في كل شهر.
الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تجدد مطالبها للحكومة
غير بعيد عن شارع الجيش الملكي، احتشد المئات من العمال التابعين لكونفدرالية CDT في منطقة درب عمر، رافعين لافتات وشعارات تندد بغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة وعدم التجاوب مع مطالبها.
بدورها تطالب الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بـ«الحد من غلاء الأسعار، وذلك بالزيادة العامة في الأجور والمعاشات في القطاع الخاص والوظيفة العمومية، فضلا عن تقديم الدعم للمحتاجين من المواطنين ومحاربة لوبيات الاحتكار والتحكم في الأسواق والاتجار في الأزمات».
خالد العلمي الهوير، نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ترجل إلى المنصة المشيدة وسط مدار حسن الصغير، وألقى خطابا على الجماهير العمالية التي تترقب جديدا يتعلق بتحسن وضعيتها المادية وظروف عملها.
وقال خالد العلمي الهوير، في تصريح لـ Le360، إن «جولة الحوار الاجتماعي في أبريل لم يتمخض عنها أي اتفاق مع النقابات»، مشيرا إلى أنه «من المفروض أن تسدد الحكومة ديونها والتزاماتها مع النقابات، غير أنها قررت نهج سياسة الهروب إلى الأمام».
وأفاد نائب الكاتب العام للكونفدرالية CDT أن نقابته مستمرة في الضغط على الحكومة من أجل تنفيذ المطالب والتجاوب معها. مضيفا أنه لم يعد بإمكان الحكومة الاختباء وراء الإكراهات المالية والظرفية العالمية، لأن هناك العديد من الحلول المقترحة للحد من احتقان الشارع في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
فاتح ماي: الـ UMT
و"CDT" يطالبان الحكومة بالزيادة في الأجور وإنصاف فئة العمال. Le360
الحكومة تعد بالرفع من الحد الأدنى للأجر في عدة قطاعات
في المقابل، أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل، يونس السكوري، أن الحكومة ستعمل على الرفع من الحد الأدنى للأجر في قطاعات الصناعة والتجارة والمهن الحرة بنسبة 5 في المائة مقرونة بـ 5 في المائة أخرى بالنسبة للقطاع الفلاحي.
وأبرز السكوري، في كلمة له بمناسبة فاتح ماي، أن الحكومة ستتعبأ من أجل احترام المشغلين لهذه الزيادة في شتنبر 2023، مشيرا إلى أنها عملت في السنة الماضية على الرفع من الحد الأدنى للأجر في قطاعات الصناعة والتجارة والمهن الحرة بنسبة 5 في المائة و10 في المائة، وذلك تنفيذا لالتزاماتها في إطار الحوار الاجتماعي.