نحن متأكدون من إن الأكاذيب التي يجري الترويج لها من طرفهم، والرد عليها من قبل بلدنا لن تتوقف، لأن النجاحات المغربية المتواصلة، والإشادة الرسمية والإعلامية الدولية بها تفقدهم صوابهم، لذلك لا يترددون في تحريك الدمى من خلف الستار بهدف التشويش بأي طريقة.
من هول صدمة الامر، فإن من يحرك هذه الدمى يستعجل آلة التضليل، ويرغب في رؤية ما تنتجه بسرعة. ومن شدة خوف المأمور، فإنه يغيب العقل ويسمع آمره الكلام الذي يعجبه، دون تقدير مدى تأثيره على بلدنا، والجو العام، والعمر الافتراضي للأخبار المضللة، التي يتضح باستمرار، وهذا طبيعي أن عمرها أقصر من عمر الفقاعات، التي تموت قبل أن تدرك أنها على قيد الحياة، ويقول المتتبعون لأخبار «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا».
عدا نجاحات المغرب، فإن إخفاقات الجهات المعادية، من بين العوامل التي تدفعها وآلتها الدعائية أن تبيض منتوجا لا شكل ولا لون ولا أثر له.
لهم دوافع أكثر من دافع للكذب ولنا دافع واحد للرد هو دفع التشويش، نحن نعتبر أنه مجرد تشويش فقط، ولن يرقى إلى درجة الخطر، بالنظر إلى ضعف الخصم، وإيماننا باعتبارنا المستهدف بقوتنا، وتماسكنا الذي يفتقدوه الآخر.
تتحالف معنا أرض الواقع في الرد على الجهات المعادية وتكذيبها، ويتأكد للعالم أن مزاعمهم لا وجود لها، فلا تجد هذه الجهات بدا من استعارة أسلوب النعامة وطمس الرأس في الرمال، لتعيد من جديد رغم أن الصياد لا يرضى بها طريدة.
يكتفي المغرب بالتكذيب ويتفرغ لعمله وصناعة نجاحاته، التي يكون لها أثر واضح، وصيت داخلي يعبر عن التماسك، وخارجي يقبل عليه من كل الجهات محملا بعبارات الإعجاب والإشادة.
في كل الأحوال هي صناعة، ولكل لجهة أن تختار ما يناسبها، ونحن وفقنا حين اخترنا صناعة النجاح، وتركنا لهم حرية الاختيار، فوقعوا في شر أعمالهم باختيار صناعة الكذب.
إن أسباب معاداة الجهات إياها للمغرب متعدد بتعدد نجاحاتنا، وما تفرزه من ثناء دولي، وعلى سبيل المثال لا الحصر نكتفي بالإشارة إلى ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب، الصادر يوم الخميس 30 نونبر 2023، الذي أشاد فيه بالتزام المملكة المغربية «بتعزيز التعاون المؤسساتي على المستويين الإقليمي والدولي» في هذا الباب.
من الطبيعي جدا أن يكون لربط التقرير المذكور عدم تسجيل «أي حادث إرهابي في المغرب خلال سنة 2022» باستراتيجية إعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والبشرية، ما بعده، فالجهات المعادية لا يرضيها أن تسمع أخبار جيدة عن المغرب، الذي يواصل تحدي كل العوامل غير المساعدة لمواصلة الارتقاء عبر الدفع بعجلة مخططاته التنموية، التي تتعدد روافدها.
إن التعدد يشمل أيضا المستهدفين ويكفي أن نشير هنا إلى أن «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أنجزت 2057 مشروعا لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة بدون موارد ما بين 2019 و2023».
ولعل ما يتعب المتحرشين بالمغرب وآلتهم الدعائية تنوع اتجاهات وكم التطور والسير بسرعة قصوى عبر فتح طريق سيار ذاتي، لأن المراهنة على المشروع المجتمعي، جعلت بلادنا غير مبالية، بالعوامل المعاكسة كيفما كان نوعها أو مصدرها.
ويأتي إطلاق عملية التسجيل عبر البوابة الاستفادة من البرنامج الملكي للدعم الاجتماعي المباشر يوم السبت 2 دجنبر 2023، بعد التسجيل بالسجل الوطني للسكان والسجل الاجتماعي الموحد، ليؤكد صدق ما أشرنا إليه سابقا، وسير مشروعنا المجتمعي بخطوات واثقة في درب التفعيل، لأن ثنائية الربط بين القول والفعل يبقى سرا من أسرار التفوق المغربي.
أضحى المغرب ملقحا ضد بكتيريا أعداء نجاحه، المنشغلين به أكثر من انشغالهم بشؤونهم. وسبب إصابتهم بالجنون سمعة المغرب وتميزه بالجدية والمصداقية التي صارت عابرة للقارات.
إن المصداقية المغربية متعددة المناحي، فعلى المستوى العسكري، تظل المشاركة الدائمة في القوات الأممية، والثناء الدولي على ذلك خير شاهد على وحدة صفوف هذه القوات، التي دأب أفرادها على وضع التمثيل المشرف للوطن، والدفاع عنه حمضها النووي، العصي على التقليد، والذي لا يجد التغيير إليه سبيلا.
وبناء على ما سلف يبقى الالتزام باحتضان بلدنا لمناورات الأسد الإفريقي، منصة لتعبير القوات المسلحة المغربية على علو كعبها الذي دأبت على إظهاره في ساحة وفي كل وقت وحين.
إن التفوق العسكري المغربي يتوازى مع التفوق الأمني الذي بصمت عليه السلطات الأمنية المغربية داخليا وخارجيا، ففضلا عن الاستقرار الداخلي، وقتل كل محاولات الزعزعة في المهد، تنقذ نباهة الأمن المغربي كثيرا من الدول الشقيقة والصديقة من التخطيط لعمليات إرهابية تستهدفها، عبر فك الشفرات والتعاون المتواصل.
ولاعتبارات عدة نال المغرب شرف احتضان أشغال الدورة الـ93 للجمعية العامة لـ«أنتربول» التي ستستضيفها مدينة مراكش سنة 2025.
إن اللافت ليس منح بلادنا ثقة التنظيم بل الطريقة التي جرى بها اتخاذ القرار، إذ جرى بالتصفيق لأول مرة في تاريخ المنظمة الدولية للشرطة الجنائية، فضلا عن انسحاب دول كانت تعتزم الترشيح لاحتضان التظاهرة حين علمت بترشح المملكة المغربية.