كما أوضح أستاذ العلوم السياسة لـle360 « نه حقق طموح رئيس الحكومة الإسبانية، الذي زار المغرب أمس الأربعاء (21 فبراير 2024)، وسعيه إلى بعث رسائل قوية على اهتمام البلدين بتقوية العلاقات بينهما.
وكان الملك محمد السادس، استقبل أمس بالقصر الملكي بالرباط، بيدرو سانشيز، رئيس حكومة المملكة الإسبانية، خلال زيارة عمل للمغرب.
وجاءت الزيارة لتؤكد وفق بلاغ للديون الملكي استمرارية دينامية المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين الملك ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، المتوج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.
ويرى العمراني بوخبزة « أن المتتبع للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا وبعد مرحلة الفراغ، التي تطلبت من إسبانيا إعادة قراءة الوضع وبحث فرص تحسين العلاقات
وقد تطلب ذلك الوضع من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بعض الوقت ليتعامل مع الأوضاع بما تتطلبه من إيجابية خصوصا أن البيان المشترك أبريل 2022 أعطى زخما جديدا للعلاقات الثنائية ».
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أعلن أمس عزم على « المضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق المغربية الإسبانية المعتمدة في أبريل 2022، مؤكدا أن « اعتماد خارطة الطريق مكن من تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مبرزا أن العلاقات الثنائية تمر بـ « أفضل أحوالها ».
وأشار بوخبزة إلى الانعكاس الإيجابي لاتفاق أبريل 2022 على علاقات البلدين وأوضح « لاحظنا طريقة جديدة للعلاقات الثنائية فالمغرب كان واضحا منذ البداية، في حين احتاجت إسبانيا لبعض الوقت، وخارطة أبريل 2022 كانت بمثابة زخم قوي، ومما لا شك فيه أن الوضع تطلب التحضير في الداخل الإسباني لاستيعاب التحول ».
ويرى الأستاذ الجامعي أن « الوضع جديد الآن وفي إسبانيا تغير الخطاب بخصوص المغرب حتى في ما يتعلق بالإعلام الإسباني وإن كان من حين إلى آخر يتعامل بأسلوب مغاير لأن المغرب يظل مادة دسمة بالنسبة لهذا الإعلام على غرار الأزمة الفلاحية الحالية، إذ حمل جزء منه المغرب مسؤولية المساس بقدرة المنتجين الإسبان ».
وأشار بوخبزة إلى أن « المغرب يقدم عموما مساعدات مهمة للجارة إسبانيا وأيضا أوروبا في ما يخص الهجرة »، وهو ما أقر به رئيس الحكومة الإسبانية، الذي أبرز خلال ندوة صحفية في ختام زيارة العمل للمغرب « ارتياح بلاده التام » للتعاون مع المغرب في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية، واصفا العمل المشترك بهذا الخصوص بـ » الممتاز ».
ويصف الأستاذ الجامعي الوضع الذي يطبع علاقة البلدين الجارين بالجيد مشرا إلى مراهنة الإسبان على المغرب ومضى يقول « الآن أصبح الإسبان أكثر اقتناعا بأن المغرب هو المفتاح للولوج إلى إفريقيا، ليس فقط بالنسبة للموقع، بل أيضا لمصداقيته وأهمية علاقته مع الأشقاء الأفارقة.
هناك اهتمام دولي كبير بالقارة الإفريقية على اعتبار أن هذه القارة تجسد المستقبل وهناك سباق نحوها من قبل الكثير من القوى العالمية، إذ أصبح الكل يرغب في الحصول على نصيبه من الكعكة الإفريقية. وإسبانيا تراهن على مكانة المغرب في هاته القارة ».
ولفت بوخبزة إلى تلاشي « إمكانية اعتماد إسبانيا على أطرف أخرى في ما يخص هذا الأمر، إذ تأكد أن الرهان على الجزائر خاسر، إذ لاحظنا إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر بسبب المراهقة السياسية الجزائرية ».
وختم بالقول « أثبت المغرب أنه شريك مهم، ويمكن الاعتماد عليه، من هذا المنطلق ينبغي التأكيد على أن رهان بيدرو سانشيز على المغرب سليم، وحتى الفرقاء السياسيون في إسبانيا أصبحوا يدركون ذلك ».