وفي هذا الصدد، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، أجرى Le360 حوارا مع الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء.
ترى كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإرهاب؟ وماهي سبل مواجهته؟
استغلال الذكاء الاصطناعي من قبل الإرهابيين يثير تحذيرات ومخاوف من إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا لإغراء الشباب من خلال دفعهم إلى التطرف، لذا انبرت المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب، التابعة للأمم المتحدة، إلى إطلاق عدة تحذيرات حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل منهجي من قبل الإرهابيين، ناهيك عن العديد من الأبحاث العلمية الأكاديمية التي تطرقت إلى قدرة الخلايا الإرهابية من استغلال التكنولوجيا في تنفيذ عملياتها والتأثير المحتمل والحجم الذي قد تشكله، مستحضرين السرعة الكبيرة التي تتطور بها هذه التكنولوجيا، حيث كشفت دراسات حديثة أن بعض التنظيمات الإرهابية وجدت في الذكاء الاصطناعي ضالتها، سواء بالتواصل الآمن والسريع بين أعضائها، أو بينهم وبين المجندين المحتملين أو بالتخلي والهروب من التتبع الأمني أو باستقطاب الأتباع وتجنيدهم والحصول على الأسلحة أو بتسهيل عملياتهم الإجرامية بالاعتماد على التقنية سواء بصورة رقمية أو على أرض الواقع.
استحضارا لهذه المعطيات وتفاعلا مع رؤية استشرافية تهدف إلى التنبؤ بالهجمات الإرهابية المستقبلية وإحباطها قبل وقوعها، اعتمدت الأجهزة الأمنية تقنيات عالية الدقة في إطار رؤية استباقية.
إن الأمن السيبراني أصبح قضية أمن قومي، كما يشير إلى ذلك شيلدون ورايت، في كتابه «الشرطة والتقنية».
على ضوء ماتقدم كيف تفاعلت المديرية العامة للأمن الوطني في مواجهة هذه التهديدات؟
في إطار عملية صنع القرار الأمني الاستباقي الذي من شأنه أن يحد من خطورة الجماعات الإرهابية، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية من وضع استراتيجية فعالة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي عن طريق تطوير كبير في البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والتركيز على استخدام إدارة المعرفة والعمل الشرطي الاستخباراتي، إدراكا منها للتهديد الذي يشكله الإرهاب الرقمي.
ويجب أن نؤكد على ضرورة التعاون الأمني الدولي عن طريق تبادل المعلومات الصحيحة والآنية حتى يسهل وضع استراتيجيات استباقية لمحاربة الإرهاب مع ضرورة التنسيق والفاعلية داخل الحدود الوطنية أو خارجها.
في هذا الصدد، يجب أن نشيد بالتعاون المغربي الإسباني الذي استطاع فك خلية إرهابية تستعين بالذكاء الاصطناعي، حيث تمكنت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبعد عام من البحث، من تفكيك خلية إرهابية تنشر محتويات إلكترونية مستخدمة الذكاء الاصطناعي.
لقد استطاعت «DGST» فك خيوط وألغاز هذه الخلية الإرهابية بحرفية كبيرة وحس مهني عالٍ من خلال المساعدة التي قدمتها إلى الحرس الإسباني، وهذا يعكس سمعة الجهاز الأمني المغربي دوليا، وبالتالي يحق لنا أن نفخر بالمدرسة الأمنية المغربية.