حسن بنعدي: «الحمد لله... لقد عشنا حتى هذه اللحظة التاريخية»

حسن بنعدي

حسن بنعدي الأمين العام السابق لحزب «الأصالة والمعاصرة» . DR

في 01/11/2025 على الساعة 15:30

أكثر من مجرد نجاح دبلوماسي، يمثل «القرار الأممي الجديد» الذي يكرس بشكل نهائي «مغربية الصحراء» نقطة تحول تاريخية، ويفتح آفاقا جديدة للمغرب و«للتعاون الإقليمي». حسن بنعدي، الأمين العام السابق لحزب «الأصالة والمعاصرة»، يشارك تحليله لهذا الحدث عبر ذكرياته وتجربته السياسية ورؤيته لمستقبل المغرب والمغرب العربي. ويعود بنعدي إلى المراحل الكبرى للعملية، من «المسيرة الخضراء» إلى الانتصارات الدبلوماسية الأخيرة، ويشدد على أهمية مواصلة العمل بجدية وتواضع وتعبئة جماعية.

«على الصعيد العاطفي، كانت هذه بالنسبة لي، وبالتأكيد بالنسبة للكثير من أبناء جيلي، لحظة استثنائية»، يوضح حسن بنعدي. «يمكن للذين كانوا ناشطين شبابا وقت المسيرة الخضراء أن يقدروا أهمية هذه المرحلة. الحمد لله أننا استطعنا أن نعيش حتى هذه اللحظة التاريخية. من الآن فصاعدا، وكما قال جلالة الملك بالأمس في خطابه، سيكون هناك ما قبل وما بعد».

بالنسبة لحسن بنعدي، فإن القرار 2797 يندرج في استمرارية رؤية رسمتها «المؤسسة الملكية المغربية» منذ عهد الملك محمد الخامس. ويشدد قائلا: «إذا أردنا وصف عهد محمد الخامس، فهو عهد التحرير. لقد ولد تحت الحماية وأصبح ملكا محررا. أما إتمام سيادتنا، فقد بدأه جلالة الملك الحسن الثاني، بمبادرات لم يكن ليقدم عليها سوى ملك، وفي ظروف غير متوقعة في بعض الأحيان».

ويستذكر الأمين العام السابق لـ«حزب الأصالة والمعاصرة» العقبات التي واجهها المغرب: «بالنسبة للمسيرة الخضراء، كانت القوات محدودة، والسياق الدولي يسيطر عليه الصراع في «الحرب الباردة»، وكان جزء من العالم يدعم خصومنا. كنا معزولين، لكن كان لدينا إصرارنا ووحدتنا وحماسنا».

أما بخصوص عهد الملك محمد السادس، فيبرز بنعدي قدرة المؤسسة الملكية على تكييف استراتيجيتها مع الواقع المعاصر. ويقول: «لقد دخلنا عالما أطاحت فيه نهاية الحرب الباردة بالمرجعيات. جلالة الملك محمد السادس اخترع عقيدة جديدة، هي عقيدة الواقعية المناضلة: الاحتفاظ بالأحلام والطموحات، ولكن مع الأخذ في الحسبان واقع ما هو موجود في الطرف المقابل. هذه الواقعية هي التي سمحت بتحويل التحديات الدبلوماسية إلى انتصارات باهرة، وصولا إلى التصويت التاريخي لمجلس الأمن».

ووفقا لبنعدي، فإن هذا الانتصار هو أيضا درس منهجي: «خصومنا يظلون سجناء الشعارات والخطابات البعيدة عن الواقع. بفضل نظامنا الملكي، تمكنا من إدارة المدى الطويل واغتنام اللحظة المناسبة لتحقيق أهدافنا، كما قال الحسن الثاني: يجب أن تنضج الثمرة في موعدها».

شكرا أيها الفنان!

يؤكد بنعدي أيضا على الحذر والاتزان في التعبير عن الانتصار: «لقد ذكر جلالة الملك بضرورة عدم الاستسلام لـ«الانتصار الزائف». المهم هو مواصلة العمل بجدية وتواضع. الأمر لا يتعلق بمنتصرين أو مهزومين، بل بجهد جماعي بدأ للتو».

ويدعو الأمين العام السابق لـ«حزب الأصالة والمعاصرة» إلى «التفكير في مستقبل المغرب العربي». ويقول: «صفحة جديدة قد فتحت، يجب على الدولة وجميع القوى الحية في بلداننا المشاركة في الترميم العاطفي والمفاهيمي، لتعزيز التقارب بين شعوب المنطقة. يجب على السياسيين والمثقفين والناشطين والنقابيين والأكاديميين التعاون لتجاوز جروح الماضي وبناء دينامية جماعية تقود إلى السلام والوحدة والازدهار».

ويختتم حسن بنعدي حديثه بالقول: «إنها صفحة جديدة تدعو إلى التعبئة، كل حسب إمكانياته. أود أن أشكر ملكنا، مبدع هذا العمل التاريخي. برافو. شكراً أيها الفنان!».

تحرير من طرف وديع المودن
في 01/11/2025 على الساعة 15:30