وفي كلمة له بالمناسبة، قال الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية، إن هذه النسخة التي تصادف الدورة العشرين منذ بداية هذه التمارين تؤسس لشراكة راسخة ومتميزة بين القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية بمختلف تشكيلاتها خاصةً قوات AFRICOM و SETAF-AFRICA ومكتب الملحق العسكري بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط، هذه الشراكة التي ترتكز على أسس متينة وتطابق في وجهات النظر بين الطرفين بغية الرفع من الكفاءة والجاهزية للجيوش المشاركة في مختلف الأنشطة المبرمجة.
وأضاف المتحدث نفسه أن هذه التمرين وعلى مر التاريخ يتطور ويتدرج تماشيا وما يَشْهَدُهُ العالم من تطورات متسارعة لإعداد القوات المشاركة بغية الرفع من التحديات الأمنية على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، مشيرا إلى أن ما تشهده بعض المناطق وما يعج به العالم الآن من بؤر التوتر والصراعات، يفرض على الجميع بذل قصارى الجهود على مستوى البرمجة والإعداد، من أجل صقل المهارات وتطوير آليات التشغيل البيني وتوحيد المناهج والمساطر المعتمدة لمختلف المدارس والثقافات العسكرية للمشاركين.
وتابع المسؤول العسكري ذاته قائلا: « أن هذا التمرين يمكن أيضا من توسيع المدارك والرقي بمستويات القيادة والتخطيط، لتمكين الجيوش المشاركة خاصة الإفريقية منها من رفع التحديات الأمنية المحيطة بها، وفي هذا الصدد، وامتثالاً للتوجيهات السامية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، فإن المملكة المغربية تولي أهمية قصوى للمساهمة في استتباب الأمن والاستقرار على مستوى قارتنا الإفريقية، من خلال تدعيم الشراكة جنوب-جنوب، وعلى وجه الخصوص عبر استقبال أطر تابعة لعدة جيوش دول إفريقية للمشاركة في الأنشطة المبرمجة في إطار مناورات الأسد الإفريقي ».
وعبر الفريق بن الوالي عن ارتياحه للوتيرة المرتفعة للمشاركين الأفارقة على مر السنين والذي يُؤَكِّد على أهمية هذه التمارين والدور الذي تضطلع به في تكوين المشاركين وإعدادهم وإمدادهم بالمعارف والمدارك الضرورية في مختلف المجالات للعمل في نطاق متعدد الجنسيات بكفاءة عالية.
وأكد رئيس أركان الحرب المنطقة الجنوبية، أن هذه النسخة من تمرين الأسد الإفريقي تكتسي أهمية بالغة، لكونها تؤرخ لعشرين سنة من التعاون البناء والشراكة المتميزة والالتزام الدائم بقيم الأمن والسلام، معربا عن افتخاره لما حققته مختلف الدورات من تحالف قوي يُشكّل بحق التزاما مشتركا، لتحقيق الأهداف المسطرة ورفع التحديات والتصدي لمختلف التهديدات.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه خلال هذه السنوات، تم تبني وبلورة نهج متكامل ومتعدد المجالات بهدف تجاوز كل العوائق اللغوية والتقنية والإجرائية، وتوحيد آليات التنسيق والتواصل، مما ساهم في تعزيز قابلية التشغيل البيني السلس بين القوات، والرفع من فاعلية القدرات والدعم اللوجستي.
وشدد الفريق بن الوالي على التزام المغرب الدائم ببذل الجهود اللازمة، من أجل تنويع التداريب وتوسيع نطاق المشاركة في الدورات المقبلة، خاصةً على مستوى قوات الدول الإفريقية الشقيقة، مساهمة في تمكينهم من اكتساب المعارف والمهارات الضرورية للاستجابة الفعالة لما تفرضه الأوضاع الراهنة.
المناورات التي تقام بكل من أكادير وبنجرير، وطانطان، وأقا بطاطا، وتفنيت باشتوكة أيت باها، تشهد مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو»، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.
ويضم برنامج تمرين « الأسد الإفريقي 2024″ بحسب بلاغ صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، عدة أنشطة، تشمل تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا للقوات الخاصة، وعمليات للقوات المحمولة جوا، فضلا عن تمرين للتخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان بــ »فريق العمل » Task Force
كما يتضمن برنامج الدورة الـ20، تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب مجموعة من الخدمات الطبية والجراحية والاجتماعية يقدمها مستشفى عسكري ميداني لفائدة سكان منطقة أقا.
ويعد تمرين « الأسد الإفريقي 2024″، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة ت جرى في إفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لا سيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.