قبل أيام، عبر السفير الروسي في الرباط، عن تنديده واستنكاره للتصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، تخص تدخل روسيا في النزاع السوري. ويبدو أن المغرب تفادى مشكلا دبلوماسيا بسبب تصريحات مسؤول رسمي مازال يجد صعوبة في الفصل بين موقفه كرئيس حكومة وكأمين عام لحزبه.
في بداية الأسبوع، اغتيل السفير الروسي بأنقرة بدم بارد خلال ندوة صحفية. الكل ندد بالعملية الإرهابية بلهجة شديدة بما فيهم أعلى سلطة بالمغرب. وفي الوقت الذي تضامن كل العالم مع العائلة الكبيرة والصغيرة للسفير المغتال، خرجت قواعد "البيجيدي" لتصفق فرحا بقتل الدبلوماسي المذكور.
على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر "فرسان" الحزب الإسلامي، عن فرحهم بعد حادث مقتل السفير الروسي بتركيا.
أمام هذا المعطى، خرجت وزارتا الداخلية والعدل والحريات في بلاغ مشترك، الخميس الماضي ، لتؤكدا بأن الإشادة بالأفعال الإرهابية جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي طبقا للفصل 2-218 من القانون الجنائي.
وقام المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، باعتقال قيادي بشبيبة "البيجيدي" كان يتحمل مسؤولية الكاتب المحلي لشبيبة الحزب بمدينة بن جرير، والذي اعتبر أن العمل الإرهابي الذي راه ضحيته السفير الروسي، "عادل وقانوني بالنظر إلى القانوني الإلهي"، ما يعتبر إشادة بالإرهاب يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي.
حاليا القضية في يد العدالة، لكن هذا يجعلنا نتساءل هل بنكيران غير قادر على عقلنة وضبط قواعده أو أنه سيكون متسامحا وعاجزا أمام ميلها لكسب أصوات شعبوية حتى وإن كانت تشيد الإرهاب.
بنكيران الذي يحب دعوة الوجوه الإسلامية العالمية من حماس إلى حزب الله مرورا بأكثر المتشددين والمتطرفين الذين يحلمون بالليلة العظمى في ملكيات الخليج، يعمد إلى توزيع أدور بشكل حكيم، عندما يلجأ إلى الإستعانة بـ"الإخوة" قياديي حزب للإدلاء بتصريحات غالبا ما تحرج المملكة، وهكذا عندما يصمت بنكيران عن الكلام نجد تصريحات لكل من عبد العزيز أفتاتي قيادي حزب "البيجيدي" بوجدة، وجامع المعتصم مدير ديوانه أو عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والمنظر الأول لنظرية التحكم. كل هؤلاء يأخذون على عاتقهم الإدلاء بتصريحات تضع المغرب.
التذمر من تحركات وخرجات "الصکوعا"، دون أخذ الإجراءات اللازمة في حقهم للحد من تجاوزاتهم، لا يكفي لحفظ ماء وجه رئيس الحكومة المعين. حاليا حزب العدالة والتنمية يضم قياديين ومناضلين فرحوا بمقتل السفير الروسي بتركيا. هذا يعتبر إشادة بالإرهاب التي تعد جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون الجنائي المغرب. بنكيران والقيادي في "البيجيدي"، ووزيره في وزارة العدل، مصطفى الرميد يعلمان ذلك.
لا شيء، على الإطلاق، يمكن أن يبرر فرح مسؤولين داخل حزب "البيجيدي" لمقتل الدبلوماسي الروسي في تركيا. لا يفترض على بنكيران التغاضي عن الذين يتغزلون بالإرهاب داخل الحزب. بنكيران عليه أن يحاسب بكل بوضوح مناضليه داخل الحزب الذين أشادوا بواقعة مقتل السفير الروسي.