وفيما يشبه قراءة تحليلية لكلمة بنكيران أمام المكتب التنفيذي لشبيبة حزبه، يوم السبت الماضي، اعتبر إلياس العماري في مقال نشره الموقع الإلكتروني لحزب الأصالة والمعاصرة، أن كلام زعيم حزب "المصباح"، فيه "نبرة من قول الديني المطلق تخفي وراءها رسائل سياسية ظرفية لا يحتاج العاقل إلى كثير من الجهد لرفع الحجب على مراميها"، مشير إلى أن "ما يسترعي انتباه المنصت لتسجيل السيد عبد الاله هو براعته في الخلط بين القول الديني والخطاب السياسي".
وقال زعيم حزب "الجرار"، أن بنكيران "يتقمص شخصية الإمام أحمد بن حنبل، الذي تعرض للسجن والتنكيل بسبب ما يعرف يقضية خلق القرآن، وذلك في حديثه على محنته أمام مناضليه.
وأضاف العماري، أن "محنة بن حنبل حقيقية، لكن التهويل الايديولوجي والسياسي منها، كان بفعل إصرار الحنابلة، على مر التاريخ، على توجيه تهمة التنكيل بالإمام أحمد إلى المعتزلة الذين يقولون بخلق القرآن وينفون قدمه، وكأن قصة المحنة دبرتها الفرقة التي كانت تدافع عن العقل، ونفذها عنها نيابة المأمون والمعتصم والواثق".
وتابع زعيم حزب "البام"، "لعل من يعيد الإنصات لمظلومية محنة بنكيران لن يجد صعوبة في استنتاج إصراره على إلصاق محنته المزعومة بخصومه الإيديولوجيين الذين يحاول، جاهدا، تقديمهم في صورة قوم لم يختاروا اللهَ ورسوله ولم يحالفهم النصر المبين من الله عز وجل"، مردفا أنه "ما كان ينقص بنكيران في خطبته العصماء هو اختلاق اختلاف مع خصومه الحزبيين حول قضية عقدية تحاكي قضية قدم القرآن الكريم أو حدوثه، لينسب محنته لأناس يقولون بخلق القرآن وهو يقول بقدمه".
وأكد العماري أنه من مسؤولية المؤرخين والمحللين الكشف "عن الخلفيات السياسية والبراغماتية والظرفية التي جعلت عبد الإله بنكيران يتخيل نفسه متقمصا لوضع أحمد بن حنبل في محنة كانت محنة حقيقية، ليراه قوم غير قومه أنه في محنة مزعومة جوهرها سياسي محض وقشورها دينية مصطنعة".