نبدأ هذه الجولة الصحافية من جريدة أخبار اليوم في عددها ليوم غد الاثنين، حيث تحدث بنكيران تارة عن افتعال "طرف سياسي لأزمة في الأغلبية الحكومية عمرت حوالي عشرة أشهر" وتارة عن "استهداف ممنهج من أجل تفكيك التحالف الحكومي وشله وعزله" وكيف أن "المحصلة النهائية كشفت عن صمود استثنائي أدى إلى صد مخططات الاستفزاز والاستدراج والاستنزاف" وتم "بفضل لله تكوين أغلبية جديدة حافظ فيها الحزب على مكانته"، رغم "القرار المؤلم" يقول بنكيران المتعلق بمغادرة سعد الدين العثماني لوزارة الخارجية.
وتتابع اليومية "اعتبر بنكيران مرة أخرى أن النجاح في تكوين الحكومة عبر تعديل حكومي هادئ وسلمي وبطريقة ديمقراطية فوت الفرصة على من سعوا إلى جر المغرب إلى ما شهدته دول أخرى، من عودة إلى التوتر وعدم الاستقرار، قائلا إن "ذلك حصل بقرار من الحزب الذي فضل، من جهته عدم اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها، لأن عواقبها تبقى مفتوحة على المجهول في مثل هذه الأحوال على حد قول بنكيران".
الخبر تطرقت إلى موضوع تحميل بنكيران لشباط الانتخابات الجماعية، محذرا من العودة إلى التحكم ومحاولة التأثير في النتائج وربط الوضع الذي تعيشة مدينة الدار البيضاء والذي كان محل انتقاد ملكي بالتدخل والتحكم في تأسيس المجالس المسيرة للمدن إضافة إلى ما حدث في طنجة ووجدة، وحمل بنكيران، تأخير الانتخابات الجماعية، إلى حزب الاستقلال وأمينه العام حميد شباط.
وذكرت جريدة الصباح تصريح حميد شباط، والذي وصف من خلاله بنكيران رئيس الحكومة بصاحب "سبعة الوجوه"، في إشارة منه إلى التغيير الكبير الذي عرفه خطابه بين الأمس واليوم، مضيفا إن رئيس الحكومة وعد الشعب بمحاربة الفساد والمفسدين خلال زمن المعارضة، ووقت الحملة الانتخابية، واليوم عاد ليقول لمهربي مال الشعب "أدخلوا أموالكم إلى المغرب وعفا الله عما سلف".
وتابعت اليومية نقل تصريحات شباط "حيث أقسم أنه تلقى عرضا من بنكيران أن يكون وزيرا في حكومته، مؤكدا أنه عرض عليه الاستوزار، خلال مفاوضات تشكيل الحكومة في نسختها الثانية، لكن سياسة الوجوه السبعة التي يتبعها وسعت الفروق بينهما، مطالبا بنكيران أن ينشر لائحة مهربي المال مثلما حدث مع أصحاب الكريمات وغيرهم، متسائلا في الوقت نفسه عن أي منطق يجيز التسامح مع ناهبي المال العام أو تجار المخدرات".
هجمة مضادة من شباط
واختارت يومية العلم، الناطقة بلسان حزب الوردة، نشر صورة غلاف مجلة "تيل كيل"، والتي اختارت حميد شباط شخصية سنة 2013، والتي اعتبرته الشخصية الأولى التي استطاعت خلط الأوراق وقلب الموازين، وإعادة رسم الخريطة السياسية في المغرب، مؤكدة أن شباط خاض معركة كبيرة داخل الحزب للتغيير، وتمكن من إلحاق الهزيمة ببنكريان وفجر الحكومة التي يقودها".
بانتهاء المجلس الوطني للعدالة والتنمية، يمكن القول إن بنكيران استطاع أن يحصل على شرعية جديدة،و شبه توكيل من برلمان حزبه، يتم بموجبه وضع برنامج سياسي جديد، والسياسة العامة للحزب.
لكن يحسب لبنكيران والعثماني، أنهما نجحا في ترميم ذلك الانشقاق الذب بدأت بوادرها منذ خروج العثماني من وزارة الخارجية، حيث استطاع الطرفان أن يقطعا الطريق على الشائعات، وأكدوا على سيادة الديمقراطية الداخلية للحزب، التي يشهد بها لهذا الحزب السياسي من الخصوم قبل الحلفاء.