العدالة والتنمية يخذل تاريخه مع الأتراك

أردوغان يطعم العثماني 

أردوغان يطعم العثماني  . DR

في 07/06/2013 على الساعة 18:50, تحديث بتاريخ 07/06/2013 على الساعة 19:10

أقوال الصحفما كانت لزيارة رئيس وزراء دولة أن تثير كل هذا اللغط لو لم يكن الأمر يتعلق برجب طيب أردوغان، فمنذ إعلان مقدمه إلى المغرب في زيارة دولة رسمية والأعناق تشرئب لمعرفة كيف سيكون حلوله بالبلاد، وكيف سيكون وصاله ببنكيران، لا سيما أنهما زعيمين لحزبين إسلامين يحملان الإسم ذاته والرمز نفسه.

جريدة الأخبار الصادرة نهاية هذا الأسبوع، قامت بتحقيق تميط فيه اللثام عن الكواليس الخفية لعلاقة رجال أعمال أتراك بالعدالة والتنمية المغربي، التحقيق انطلق من الحركية التي خلقها رجل تركي يدعى بديع الزمان سعيد النورسي عندما حارب العلمانيين في تركيا، وبنى دعوته على أساس متفرد يجمع بين روحانية التصوف وحركية الإسلام السياسي، مما خندق حوله ملايين الأتباع الذين يسمون ضمن هرمية الحركة النورسية "الطلبة".

ويضيف التحقيق أنه ضمن الطلبة المغاربة المتأثرين بالفكر النورسي هناك فريد الأنصاري، الملهم الروحي لحركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، ليبدأ بعض الأشخاص في الشبيبة الإسلامية تبسيط هذا الفكر، ولم يكن يقودهم سوى رئيس الحكومة الحالي عبد الإله بنكيران.

التحقيق يرصد أيضا عالم المال، حيث تم تأسيس جمعية رجال أعمال أتراك ومغاربة، ضمنهم العديد من المقربين من حزب العدالة والتنمية المغربي، لتترجم هذه العلاقة إلى "دعم في الخفاء" كما تخبرنا بذلك يومية الأخبار، حيث أعطت المثل بأتراك ينتمون إلى الطائفة النورسية يحلون بمقر شركة تركية بالمغرب ليقدموا الدعم إلى هذه الشركة، كما أن عددا كبيرا من الشركات التركية في المغرب له ارتباط بالحركة النورسية بينها شركات معروفة في مجال التهيئة والتجهيز وحتى الأسواق الممتازة.

وختمت اليومية تحقيقها بالحديث عن خلفاء قادة "البيجيدي"، أي أبناء وزراء العدالة والتنمية الذين يدرسون بتركيا تحت إشراف وتنسيق مع الحركة النورسية، من بين هؤلاء الطلبة نجل سعد الدين العثماني، ومصعب الحمداوي، ابن محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، ثم أمين محمد الشوباني ابن الحبيب الشوباني، بالإضافة إلى العديد من الأسماء من أبناء القياديين في العدالة والتنمية، بل ويقطنون في شقق بالمجان توجد في ملكية الطائفة النورسية في تركيا، تضيف اليومية.

وضاعت الفرصة

أما أسبوعية Maroc Hebdo International في عددها لهذا الأسبوع، فعادت إلى زيارة أردوغان الأخيرة واصفة إياها بالفرصة الضائعة، حيث طغى عليها طابع الارتجالية والارتباك، بعد مقاطعة الباطرونا للاجتماع، لتتحدث فيما بعد عن تاريخ العلاقات بين قياديي حزبي العدالة والتنمية المغربي والتركي التي تعود إلى سنة 1990 حينما زار العثماني رجب طيب أردوغان حينما كان الأخير عمدة لمدينة اسطمبول.

عندما تحدثت جريدة الأخبار و Maroc Hebdo عن عمق العلاقات بين قياديي العدالة والتنمية في البلدين، يتسائل الجميع عن كل هذا الفشل الذي طبع زيارة أردوغان إلى المغرب، فالمفروض منها أن تلقى نجاحا على جميع الأصعدة، فتركيا والمغرب تجمعهما اتفاقية تبادل الحر، كما أن للبلدين قضية متشابهة، المغرب والصحراء، تركيا والأكراد، مما يفرض تعاونا ثنائيا يرقى ليصل جميع المجالات.

تعددت أسباب فشل الزيارة، وسجل على العدالة والتنمية المغربي سلسلة أخطاء جسيمة، يبقى على رأسها تصريح وزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني الذي سبقه لسانه حينما تحدث عن استقبال ملكي لأردوغان، وهو ما لم يحدث.

يقع هذا في زيارة لرئيس يفترض فيه أنه من حلفاء قيادة الحكومة الحالية، ما يكشف أن الرأي القائل بأن العدالة والتنمية لم يستئنس بعد ببروتوكول الحكم هو رأي فيه الكثير من الصواب.

في 07/06/2013 على الساعة 18:50, تحديث بتاريخ 07/06/2013 على الساعة 19:10