أهمية زيارة أمير قطر للمغرب تفرضها سحب الغيوم التي طبعت العلاقات الثنائية، سيما في عهد الأمير السابق، وكل الآمال أن تقطع مع الدبلوماسية القطرية مع أسباب التوتر.
ولعل ما يسير في تجاه تحسن العلاقات الثماية، هو نية قطر الإفراج عن حصتها من الدعم الخليجي للمغرب الذي تقرر قبل ثلاث سنوات، وذلك برسم سنة 2011 و2012، وهي 500 مليون دولار، فلا شك أن العلاقات الثنائية، حسب مصدر دبلوماسي سابق، توجد الآن في نهاية النفق المظلم، ومن شأن الزيارة إعادتها إلى سكتها الطبيعية، بعيدا عن المزايدات القطرية ورغبتها في لعب دور محوري بمنطقة المغرب العربي، ولو على حساب المغرب.
لقد ساهم تغيير الحكم في قطر في إعادة نوع من الدفء في العلاقات الثنائية، وما يفسر ذلك هو زيارة الأميرة للاسلمى إلى قطر وأنشطتها المتعددة هناك، بل أكثر من ذلك سعى المغرب إلى مد جسور التواصل في أفق تتويجها بعلاقة تنبني على الاحترام والسيادة الوطنية، بعيدا عن الضجيج التي تتقنه قناة الجزيرة القطرية.
الزيارة المقبلة هي نهاية لجفاء ابتدأ منذ موقف الراحل الحسن الثاني الذي ندد بـ"الانقلاب الأبيض"، الذي نفذه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ضد أبيه خليفة آل الثاني في فبراير 1995، عندما كان يوجد في زيارة في الخارج.
وظهر أكثر عبر قناة الجزيرة القطرية، خاصة في سنة 2008، حينما أقدم المغرب على سحب ترخيصه من قناة "الجزيرة" القطرية لبث النشرة المغاربية من الرباط، ومحاكمة مدير مكتبها حسن الراشدي، بعدما قامت الجزيرة آنذاك ببث خبر مصرع ضحايا في أحداث سيدي إفني، دون أن تنشر الرواية الرسمية، وهو ما اعتبره المغرب في ذلك الوقت تناقضا مع "المهنية" الذي يجب أن تتميز بها القناة في تغطيتها للأحداث.
-