وذكرت الجريدة، أن التقرير كشف عن معطيات مثيرة تتمثل في تركز جل المساهمات المالية وتلك المتعلقة بالبنيات التحتية الأساسية في مجموعة قليلة من هذه المؤسسات، بل إن كلا من مكاتب الشريف للفوسفاط وصندوق الإيداع والتدبير و »اتصالات المغرب »، تعتبر من المساهمين الأساسيين في تمويل مؤسسات استراتيجية كبرى بتصنيفها في خانة المشمولة بمخاطر استراتيجية محدقة، تتمثل في كل من «المكتب الوطني للماء والكهرباء » و »المكتب الوطني للسكك الحديدية » و »الخطوط الملكية الجوية » و »شركة الطرق السيارة »، إضافة إلى «مجموعة العمران ».
وتضيف اليومية، أنه على رأس القائمة، وضع قضاة المجلس الذي يرأسه الوزير الأول السابق إدريس جطو، المكتب الوطني للماء والكهرباء. هذا الأخير رغم استفادته من اتفاق إطار جديد من الحكومة الحالية، والذي نص على زيادات في أسعار الكهرباء في محاولة لمنعه من الانهيار، مازال حسب التقرير يسجل عجزا في حصيلته المالية السنوية، وعجز آخر في سيولته المالية، ما يؤثر على قدراته الخاصة بالتزود بحاجياته وكلفتها.
ثاني المؤسسات الاستراتيجية المهددة بمخاطر مالية، يتمثل في المكتب الوطني للسكك الحديدية والذي تبلغ قيمة ديونه قرابة 24 مليار درهم، مع عجز في الخزينة يقدر بمليارين ونصف مليار درهم.
شركة الطرق السيارة بدورها تواجه مستقبلا قاتما، حيث قال التقرير إن وضعيتها المالية تظل هشة، بالنظر إلى طبيعة بنيتها المؤسساتية والتركيبة المالية للمشاريع التي تقوم بإنجازها، فيما تسجل الشركة باستمرار حصيلة مالية سنوية سلبية.
عجز خزينة الشركة بلغ في نهاية العام الماضي أكثر من ملياري درهم، فيما ارتفعت ديونها لتصل إلى 40 مليار درهم، أي قرابة 500 في المائة من رأسماله الخالص.
شركة الخطوط الملكية الجوية بدورها تندرج ضمن دائرة الخطر هذه، حيث قال التقرير إن مصدر الخطر الرئيس بالنسبة إلى هذه المؤسسة الحيوية يتمثل في ارتهانها بقطاع السياحة الهش، وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية.
اختلالات العمران
مجموعة العمران المكلفة بإنجاز مشاريع السكن الاقتصادي لصالح الدولة في إطار حربها المفتوحة على السكن العشوائي ودور الصفيح، تعاني بدروها من مخاطر مالية واقتصادية كبيرة، تجعل ديمومتها مهددة بشكل كبير.