وذكرت يومية "الصباح" في عددها ليوم غذ الأربعاء، أنه في وقت لم تعرف فيه التنظيمات المذكورة، إن كانت الخطوة مناورة مقصودة واستفزازا جديدا للامازيغيين، أم أن رئيس الحكومة صار يضع خاتمه على أي وثيقة وضعها أمامه مستشاروه، إلا أنها في النهاية قررت أن تعتبر الخطوة من صميم التدليس المحترف، وردت عليه برسائل احتجاجية.
وفي هذا الصدد، احتج عبد الله بادو، رئيس الشبكة الامازيغية من اجل المواطنة، وهي احدة من أهم التنظيمات التي تطلب المؤسسات الرسمية رأيها كلما كانت هناك حاجة إلى المساهمة الامازيغية، لدى رئاسة الحكومة قائلا "إن المكتب التنفيذي للشبكة، وعقب توصله برسالة مفادها الشكر على التفاعل الايجابي مع مبادرة تلقي المقترحات حول القانون التنظيمي للغة الامازيغية، ينفى جملة وتفصيلا وقوع ذلك، وبالتالي فرسالة الشكر تعتبر تدليسا".
ويأتي ذلك، تقول الجريدة، لأنه لا يمكن توجيه الشكر إلى منظمة على مقترحاتها القيمة، هي التي عبرت عن موقف رافض لمنهجية تقديم مقترحات عن طريق البريد الالكتروني، حسب عبد الله بادو، وذلك بالنظر إلى أننا اعتبرناها (المنهجية) غير مناسبة مع جسامة الموضوع وأهميته، ولا تليق بالتراكم المعرفي والنضالي الذي حققناه في هذا المجال.
ورغم أن رئاسة الحكومة قد تكون اعتمدت مقترحات للشبكة طرحتها للنقاش العمومي في 2012، على أساس أنها وردت م البريد الالكتروني، فان عبد الله بادو قال لـ"الصباح" إن الشبكة من حقها أن ترتاب من سلوك رئاسة الحكومة، فهي لم تراسل بنكيران بأي شكل رسمي ولا يمكن أن يسجل عليها بشكل تعسفي مساهمتها في إعداد القانون، كما لن نسمح له بان يأتي في المقبل من الأيام ويدعي تطبيقه المقاربة التشاركية في إعداد القانون.
وكان موقف الشبكة الرافض لمنهجية التشاور بالبريد الالكتروني، هو نفسه موقف أغلب التنظيمات الامازيغية ومنها الفدرالية الوطنية للجمعيات الامازيغية، التي قالت إنها ترفض "جعل مستقبل الامازيغية يقرره مجهول وراء بريد الكتروني"، ولن تزكي "مشاورات سرية حول الامازيغية في دهاليز حكومة يترأسها حزب عارض حتى ترسيمها".
يشار إلى أن رسائل بنكيران التي يشكر الشبكة الامازيغية "على مساهمتها القيمة التي أغنت نقاش الأعمال التحضيرية لإعداد القانون" تأتي أسبوعا، بعد أن أعلن حزب العدالة والتنمية إنهاء رئاسة الحكومة لإعداد مشروع القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الفصل 5 من الدستور، وإحالته على الأمانة العامة للحكومة من أجل التدقيق استعدادا لاعتماده.