وقال إدريس لشكر إن مسار اندماج الأحزاب الثلاثة يسعى ، في المقام الاول ، إلى وحدة الحركة الاتحادية ثم إقامة جبهة تقدمية يسارية تعيد لليسار المغربي توهجه، مشيرا إلى أن الأحزاب الثلاثة شكلت أمس سكرتارية تهدف إلى تسهيل عملية الاندماج في أقرب وقت ممكن.
وأوضح لشكر أن حزبه ملزم فقط، حسب قانون الاحزاب، بتدبير الأمر انطلاقا من لجنته الإدارية ومجلسه الوطني، في حين أن الحزبين العمالي والاشتراكي ، اللذين سيتم حلهما ، يتحتم عليهما عقد مؤتمرات استثنائية لتكون القرارات متطابقة مع قانون الأحزاب.
وعن علاقة مسار الاندماج ببناء حزب اشتراكي كبير يضم باقي فصائل اليسار كالطليعة والاشتراكي الموحد، أبرز السيد لشكر ان المبادرة منفتحة على جميع الحساسيات من دون شروط مسبقة ، معبرا عن ارتياحه لكون "التصريحات الصادرة عن بعض قيادات هذه الاحزاب قد رحبت بالفكرة ولم تعترض عليها " .
وأوضح أن "هناك من يرى أن فكرة الاندماج لا تستوعبه في اللحظة الراهنة أو لديه ملاحظات حول منهجية تدبير مسار الاندماج"، إلا أنه أضاف أن " كل التصريحات زادتني قناعة على أن جبهة اليسار ستتحقق "، مؤكدا أن الاتحاديين ليس لديهم عقدة للاندماج في الفدرالية التي تضم أحزاب الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي والاشتراكي الموحد "شريطة أن يتسع صدرهم لنا".
وحول انفتاح مسار التجربة على حزب التقدم والاشتراكية المتواجد في الحكومة الحالية قال السيد لشكر إن "التقييمات اختلفت حيث اختار هذا الحزب أن يتواجد في إطار محافظ، وسيكون من الخلط السياسي أن نفتح أي حوار معه في هذه المرحلة بغرض عدم إضفاء مزيد من الضبابية على المشهد السياسي ".
وبخصوص العلاقة مع الكتلة الديمقراطية، أبرز لشكر "أن حزب الاستقلال ،المكون الرئيسي في هذه الكتلة ، هو الأقرب إلينا من خلال ما طرحه في مذكرته الأخيرة ،وأنه على الرغم من اتفاقنا معه فإن الأخلاق السياسية تفرض علينا عدم الدخول في تنسيق مع هذا الحزب عكس أحزاب أخرى تتحين الفرصة لضرب هذا بذاك" .
أما بنعتيق فأشار إلى أن مبادرة الاندماج ليست جديدة ،على اعتبار أن الحزب العمالي لم يكن يروج أنه بديلا كما لم يضع قطائع مع الاتحاد الاشتراكي على الرغم من أنه اختلف معه في مرحلة من المراحل، مبرزا أن هذا المسار بدا بشكل متدرج وبناء على تشخيص للوضع الحالي وطنيا وإقليميا دوليا في سياق يتسم "بثقافة محافظة متحكم فيها من بعيد"، مما أدى إلى بروز أسئلة متجددة ، مختلفة عن التصور الذي كان سائدا في الماضي ، وكفيلة بتجاوز إفرازات الوضع الحالي.
من جهته أكد العراقي أنه بالرغم من التاويلات التي قدمت لهذا المشروع، فإن هذه المبادرة ترمي الى رفع التحديات المطروحة على المغرب بعيدا عن الدخول في مواجهة هذا الطرف أو ذاك أو مساندة جهة على حساب جهة اخرى.