ضابط جزائري يفر إلى المغرب طالبا اللجوء السياسي

DR

في 25/11/2013 على الساعة 20:29

أقوال الصحفكشك. في عز الأزمة المغربية الجزائرية، يحدث أن يكثر التركيز على التطورات الداخلية في كلا البلدين، وفي خضم ذلك تتسرب بعض الأخبار، تبرز أن كل بلد من البلدين الجارين منكب على رصد ما يدور عند الآخر.

في هذا السياق، أوردت يومية الأخبار في عددها ليوم غد الاثنين، أن ضابطا في الجيش الجزائري، دخل إلى المغرب خلال اليومين الأخيرين، فارا من الجزائر وطالبا اللجوء السياسي لدى السلطات المغربية.

واستنادا للأخبار دائما، فإنه حسب المعلومات الأولية، فإن هذا الضابط فر من بلاده، بسبب الأوضاع المزرية اللتي تعيشها على مستوى حقوق الإنسان، وكذا تدني المستوى المعيشي جراء تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، الناتجة عن سوء التدبير والفساد المتفشي في دواليب الحكم الجزائري.

وحسب الأخبار دائما، فطلب اللجوء المقدم من طرف الضابط الجزائري، يأتي في وقت تعيش فيه الجزائر على إيقاع انقسامات حادة، بسبب تشبث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية رابعة رغم تردي وضعه الصحي.

وفي موضوع العلاقات المغربية الجزائرية، أوردت يومية أخبار اليوم، تقريرا مطولا، حول العلاقات المغربية الجزائرية، سيما في ملف الصحراء، جاءت خلاصته، أنه في "انتظار حصول التطور السياسي في الداخل الجزائري، يبدو أن المغرب ماض في تحقيق وصفته الجديدة، المتمثلة في الرهان على الصحراء لبناء مشروع اندماجي إقليمي جديد".

ونقلت الصحيفة ذاتها، تحليلا لخبير فرنسي، جاء فيه أنه "لن يتحقق أي تغيير أو تقدم في الجزائر نفسها، إلا بعد رحيل كل من بوتفليقة ورئيس مخابرات، مضيفا أن “ما يحول دون تحقيق تحول إيجابي في الجزائر وبالتالي المنطقة المغاربية، هو وجود نخبة حاكمة شاخت منذ سنوات طويلة، وتحول دون صعود فئات أصغر سنا، مما يتطلب انتظار رحيل بوتفليقة ومن معه”.

مشروع مغاربي موؤود 

لا شك أن المشروع المغاربي سيظل معلقا، طالما أن الجزائر لا تزال تعرقله، علما أن هذا المشروع، لو تم تحقيقه، فسيضمن تجاوز حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تواجهها دول المنطقة، وهو ما يستدعي فلسفة جديدة تقطع مع الخمسين سنة الماضية، ولا تكون فيه الأهمية للعوامل التقليدية من قبيل التاريخ واللغة والدين، بل المصلحة المشتركة.

وبالعودة إلى قضية الضابط الجزائري الفار إلى المغرب، فهذا دليل ملموس، على أنه ثمة أشياء تحدث في النخبة العسكرية الجزائرية، وهذا الحادث ليس بسابقة، مادام الجيش الجزائري يعرف انشقاقات دورية، كلما حدثت رجة سياسية، والأكيد أنه بإعلان ترشح "الرئيس المقعد" عبد العزيز بوتفليقة إلى الرئاسة لولاية رابعة، سيزيد من درجة الاحتقان، بالنسبة لمعارضيه، سواء أكانوا من السياسة أو العسكر، ولا عجب إذا ما حدثت انشقاقات أخرى.

في 25/11/2013 على الساعة 20:29