وأوردت يومية «الصباح»، في عددها لنهاية الأسبوع الجاري، أن ماء العينين قالت في تدوينتها إن عدم فتح النقاش حول تجربة الإسلاميين، راجع لأسباب ذاتية مكبلة تعود أساسا «لحدة شخصنة النقاش، والخوف من نكء الجراحات التي لم تبدأ في الثامن من شتنبر»، وتعمقت لدرجة إثخان الجسد المنهك بصعقة انتخابية تجاوزت أسوا التوقعات، على حد تعبيرها.
وأضافت القيادية المثيرة للجدل، أنه تفاعلا مع ما صرح به المفكر حسن أوريد، في مقابلة تلفزيونية، أن تجربة إسلاميي المغرب تستحق القراءة والتحليل من الإسلاميين أنفسهم ومن غيرهم، بل حتى من خصومهم الإيديولوجيين الممتلكين لأدوات القراءة السياسية، والسوسيولوجية والتاريخية مادامت أنها تجربة مغربية أفرزها السياق المغربي، وانخرط فيها جزء من أبناء الوطن.
وتساءلت القيادية نفسها عن حدود مسؤولية الإسلاميين أنفسهم في ما آلت إليه تجربتهم ومسؤولية غيرهم، داخليا وإقليميا ودوليا ومستقبل الإسلام السياسي بعدما أتم دورة كاملة من حياته بدءً بمرحلة التأسيس، وانتهاء بمرحلة يختلف تقييمها بين من يقول بالأفول، ومن يقول بالضعف، ومن يؤمن بإمكانية الانبعاث.
وقالت القيادية في العدالة والتنمية إنها لن تهتم بالأجوبة على أسئلتها بقدر ما يهم المناخ السليم لطرح الأسئلة، مؤكدة أن التجربة السياسية للإسلاميين، وترؤسهم الحكومة يستحقان التقييم كما جرى تقييم التجربة اليسارية وغيرها، في إشارة إلى رئاسة الراحل عبد الرحمن اليوسفي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي، لحكومة التناوب التوافقي، واستمرار اليساريين في التجربة بطرق مختلفة.
وأضافت ماء العينين أنه في كل الأحوال هو موضوع مغر للمهتمين بالفكر، أولئك المتحررين والصمت المطبق من منطق الصراع السياسي الآني، وهم ليسوا كثرا بكل تأكيد، مضيفة أنها تابعت حوار الأستاذ حسن أوريد، وسواء اتفقت معه أو اختلفت، فإنها اعتبرت حديثه مثيرا للتفاعل والنقاش، إذ توقع في معرض تحليله أن العصر الذهبي للإسلام السياسي صار خلفه لا أمامه، وحمل المسؤولية في ذلك في ما يتعلق بالحالة المغربية للعدالة والتنمية بعدما حرص على التمييز بين فصائل الحركات الإسلامية المغربية.
وقالت إن أوريد ألقى حصاة صغيرة في بركة كبيرة راكدة من الناحية الفكرية لا السياسية، ويتعلق الأمر بإجراء قراءة متأنية لتجربة «الإسلام السياسي» في المغرب بأفق فكري ينأى عن منطق الصراع السياسي والانتخابي، ويتخلص، ولو مؤقتا، من متلازمة العدالة والتنمية التي أفرزت أشكالا مختلفة من التحامل، والتبخيس، ونوازع الافتراس معبرة عن أسفها «ألا تجد الأفكار التي أثارها أوريد صدى في ساحة النقاش الذي تجاوز مرحلة الانحسار، ليصل لدرجة التواري المطلق والصمت المطبق».