وأبرز الملك، في رسالة وجهها إلى حفل افتتاح الدورة الحادية والثمانين للأسبوع الأخضر الدولي لمدينة برلين، تلتها، مساء اليوم الخميس، بالعاصمة الألمانية، الأميرة للا مريم، أن المملكة أطلقت سنة 2008 مخطط المغرب الأخضر، الذي يعد من المشاريع الكبرى، التي تخدم التنمية المستدامة في القطاع الفلاحي، في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وبعدما أشار الملك إلى الركائز الثلاثة الأساسية الملموسة لهذا المخطط والمتمثلة في الفلاحة التضامنية، والتحكم في الموارد المائية، وغرس الأشجار، أكد جلالته على أن المغرب يجني أولى ثمار هذا المخطط، حيث ارتفع الناتج الداخلي الخام في القطاع الفلاحي بمعدل 44 في المائة بين سنتي 2008 و2014.
وأضاف الملك أن المساحة المخصصة لأشجار الزيتون فاقت اليوم مليون هكتار، بينما سيتم غرس ثلاثة ملايين نخلة تمر في أفق سنة 2020، مشيرا إلى أن هذه المشاريع تحظى بدعم وثقة الشركاء والمانحين الدوليين، ومن بينهم صندوق البيئة العالمية.
وأكد الملك أن المغرب حرص على الدوام، على أن يظل أرضا لاستقبال الاستثمارات، التي تعد محركا للاقتصاد، وعاملا على تحفيز خلق الثروات والشغل.
وبشكل عام، يضيف الملك، فإن الاقتصاد المغربي يعتمد على أسس صلبة، ويعرف نموا مطردا، مبرزا أن اقتصاد المغرب وتجارته يتميزان بانفتاحهما على العالم، بفضل مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر، التي تفتح أمامهما سوقا تتجاوز مليار مستهلك.
كما أكد الملك، في هذا الصدد، أن مناخ الأعمال في المغرب في تحسن مستمر، حيث كسبت المملكة 36 نقطة بين عامي 2012 و2015 في ترتيب مؤشر ممارسة الأعمال الذي يصدره البنك الدولي.
وبفضل علاقاته المتميزة مع بلدان الجوار جنوب الصحراء، خاصة مع بلدان غرب إفريقيا، يشكل المغرب، يقول الملك، بوابة للالتحاق بقاطرة النمو الإفريقي بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين المعنيين.
وبعد أن ذكر بأن المغرب يتميز أيضا بتعدد روافده الثقافية ويعتز بتقاليده، أكد الملك محمد السادس على أن الفلاحة تظل عماد رأسماله المادي واللامادي، كثمرة لتشبثه العريق بالأرض، وبتدبير مواردها بحكمة، وبجودة منتوجها واستدامتها.
وبعدما أبرز غنى الإمكانات الفلاحية التي يزخر بها المغرب، أكد على الإنجازات التي حققتها الصادرات المغربية من الخضر والفواكه نحو كل أرجاء المعمور.
من جهة أخرى، أشار الملك إلى أن الأسبوع الأخضر الدولي لمدينة برلين أصبح من أكثر المواعد تميزا وأهمية، نظرا لما يوفره لزواره من متعة متجددة وإبهار، وما يمنحهم من فرص اكتشاف مختلف المهارات والتقاليد.
كما يشكل المعرض، يضيف الملك، ملتقى فريدا من نوعه ، لتثمين عمل العاملين في قطاعي الفلاحة والتغذية، من نساء ورجال، وتقدير جهودهم حق قدرها، وموعد متميز للفلاحين والقائمين على التعاونيات في المغرب، حيث يمنحهم فرصة ثمينة لعقد لقاءات مباشرة ومفيدة مع المستهلك الألماني.
وقال الملك، في هذا الصدد، إن هذه الدورة مناسبة فريدة للاطلاع على دينامية الاقتصاد الألماني ، الذي صار نموذجا للازدهار، وأبان عن قدرته على الابتكار والتكيف مع التطورات والتغيرات العالمية.
كما تعكس هذه الدورة من معرض برلين، يضيف الملك، مدى حيوية الشراكة التي تربط بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الفدرالية، في مجالي الفلاحة والاقتصاد الأخضر، وذلك احتفاء بالعلاقات العريقة والمتميزة التي تجمع بين البلدين.