ما هو بروفايل المغربي الذي التحق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا؟ Le360 حصل على معطيات حصرية ترسم صورة قريبة لبروفايل «الجهادي» المغربي. النتيجة صادمة: «الجهادي» المغربي، شاب في مقتبل العمر، يغادر في اتجاه سوريا من دون أخذ أبنائه معه، الذين يعيلهم من خلال مورد رزق يعتمد على أعمال هشة. هو وفي وعلى أتم الاستعداد ليتحول إلى انتحاري خدمة لـ"داعش".
«الإرهاب والشباب»
من بين 1531«جهادي» مغربي ممن توجهوا إلى سوريا «للجهاد» في صفوف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، نصفهم تترواح أعمارهم ما بين 25 و35 سنة، وبين هناك، ربع هؤلاء تقل أعمارهم عن 25 سنة (24%)، أي أن 74% من الدواعش المغاربة أعمارهم تقل عن 35 سنة. أما الذين تجاوزوا 35 سنة فهم يمثلون أيضا حوالي الربع (26%) من مجموع «الجهاديين» المغاربة الذين التحقوا بإرهابيي سوريا.
وتظهر الأرقام التي حصل عليها Le360 فإن حوالي 733 من المغاربة الذين توجهوا إلى سوريا التحقوا مباشرة بجماعة أبو بكر البغدادي، والباقي توزع بين باقي التنظيمات الإرهابية، التي من بينها «حركة شام الإسلام». أرواحهم أيضا توزعت بين سوريا، حيث قضى 376 منهم بسوريا و61 آخرين بالعراق.
«المهنة: إرهابي»
قبل أن يتوجهوا إلى سوريا للاشتغال بعقد عمل غير محدود مع "داعش" وباقي المنظمات الإرهابية، كان لهؤلاء هنا بالمغرب مناصب شغل وحرف، أي موارد رزق.
ونجد أن من بين 1531 «جهادي» بسوريا والعراق، كان بينهم 311 أجيرا، ويليهم الباعة المتجولون، ويبلغ عددهم 191، والتجار في المرتبة الثالثة بعدد يصل إلى 184، وعمال بعدد 158، فالمياومين، الذين يبلغ عددهم 101.
ليس فقط من يمتهنون حرفا بسيطة من توجهوا إلى سوريا والعراق من بين الـ1531، بل إن بينهم 135 تلميذا وطالبا، و178 صانعا تقليديا، و43 مستخدما، وأربعة فلاحين، ومثلهم من الأئمة، وهناك أيضا تقنيين اثنين في مجال الإعلاميات وأستاذا واحدا، ومديرين لشركيتين، و187 آخرين بدون عمل.
من خلال هذا الجرد يتضح أن "داعش" تستقطب جميع أنواع الفئات الاجتماعية، وتركز بالأساس على تلك التي تعيش أوضاعا هشة. وهنا يجب التذكير بأن التركيز على استقطاب الباعة المتجولين والحرفيين، يشكلون البروفايلات نفسها، تقريبا، التي نفذت هجمات 16 ماي 2013 بمدينة الدار البيضاء.
«عبد اللطيف الحموشي.. بالمرصاد»
عندما نطلع على تطور حركة «المجاهدين» المغاربة نحو سوريا والعراق، نجد أنه في سنة 2013، كانت هناك حركة مكثفة للمئات من المغاربة في اتجاه تلك المناطق المشتعلة. وتم تسجيل خلال شهر شتنبر من السنة نفسها، التحاق حوالي 162 مغربيا بـ"داعش"، أي بمعدل خمس رحلات «جهادية» في اليوم.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها LE360 فقد تراجعت الوتيرة بشكل كبير منذ بداية سنة 2015. حيث تم تسجيل إلى غاية شهر أكتوبر من هذه السنة حوالي 12 حالة فقط. والسبب يكمن في المراقبة الأمنية والحصار الممارس على الشخصيات التي تقوم باستقطاب هؤلاء «لترحيلهم» نحو سوريا والعراق.
هناك معطيات مثيرة أيضا حصلنا عليها في إطار التحقيق عن هذه الظاهرة، والمتمثلة في عدد حالات العود للإسلاميين المغاربة الذين سبق لهم وأن قضوا عقوبات حبسية بتهم مرتبطة بالإرهاب والتطرف.
ومن بين 1531 مغربي التحقوا بـ"داعش" خلال السنتين الماضيتين، 227 منهم سبق لهم وأن قضوا عقوبات حبسية بتهم مرتبطة بالإرهاب. وهو ما يحيل إلى أن كثيرا منهم يحاول طمأنة السلطات الأمنية ومعها المجتمع، بقيامه بمراجعات فكرية، فيما يضمر فكرا متطرفا سرعان ما يقرر تفجيره في مرتعه اليوم بسوريا والعراق.