أكد عباس الوردي، في مقابلة مع Le360، أن الرباط نددت هذا الاستفزاز، مشيرا إلى أن المغرب « لم يطلب أبدا الانضمام أو المشاركة في هذا الاجتماع، خلافا لادعاءات جنوب إفريقيا ». وأضاف قائلا: « لقد سقطت الأقنعة وفشلت مناورات الجزائر وبريتوريا بعد النفي اللاذع والتوضيحات التي قدمتها وزارة الخارجية المغربية ».
وبحسب أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق الرباط-السويسي، يتعلق الأمر « بدعوة من جانب واحد من جنوب إفريقيا ». وأكد أن « هذا المخطط الجهنمي أعد أيضا من قبل عسكر الجزائر الذين، على غرار بريتوريا، يكنون عداء شديدا للمملكة المغربية ووحدة ترابها »، موضحا أن البلدين كانا يعتزمان، رغم عزلتهما، « تمريرها مواقفهما المعادية للوحدة الترابية للمغرب خلال اجتماع بريكس بجوهانسبرغ »، وهي المجموعة التي تضم كلا من جنوب إفريقيا وروسيا والصين والهند والبرازيل.
وقد تم إحباط هذا السيناريو الخبيث من قبل وزارة الخارجية المغربية من خلال انتقاد « تصرفات جنوب إفريقيا وإخفاقاتها اللاحقة » في ملف الصحراء المغربية. وفي هذا الصدد، أكد عباس الوردي أن جنوب إفريقيا « ليس لها الحق في التحدث باسم المغرب أو اتخاذ مبادرات باسم بريكس ». وأشار بذلك إلى أنه، خلافا للتصريح الذي أدلت به وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، « لم يتقدم المغرب، في أي وقت من الأوقات، بطلب الانضمام إلى مجموعة بريكس ».
كما زعمت بريتوريا بلا خجل أن « المغرب كان من بين المرشحين الستة للانضمام إلى بريكس ». كما وجهت المملكة، بحسب المحلل السياسي، صفعة لبريتوريا والجزائر، بالتأكيد على أنها « لم تفكر في أي وقت من الأوقات في المشاركة في الاجتماع المخصص لإفريقيا، والذي لم يدع له لا الاتحاد الإفريقي ولا بريكس ».
وذكر الأستاذ الجامعي بأن « هذه مبادرات خاصة بجنوب إفريقيا، البلد الذي يجب ألا ينسى أن المغرب كان من أكبر الداعمين لتحرره من نير الاستعمار ونظام الأبارتيد ».
وبخصوص علاقات المغرب مع الدول ذات الثقل في مجموعة بريكس، وهي روسيا والصين والهند والبرازيل، أبرز عباس الوردي أن « الشراكة المثالية والمتطورة القائمة بين المملكة وهذه القوى ». وأوضح أن الهند، عبر رئيس دبلوماسيتها سوبرامانيام جايشانكار، أكدت مجددا على العلاقات الجيدة التي تربطها بالمغرب.
يشار إلى أن بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية فقد أجرى ناصر بوريطة، يوم الأحد، اتصالا هاتفيا مع وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار. وأشاد المسؤولان بهذه المناسبة بـ « المستوى الرفيع الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تم إرساؤها بمناسبة الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للهند في نونبر 2015، كما استعرضا الفرص والآليات الرامية إلى الإرتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أكثر طموحا »، وفق نفس البلاغ.