وحسب ما كتبت جريدة المساء في عدد يوم غد الأربعاء، "تمت مفاوضات سرية يقودها وزراء حزب العدالة والتنمية في بيت قيادي تجمعي بالرباط، مع قياديين كبار سابقين في حزب التجمع الوطني للأحرار من أجل الانضمام إلى الحكومة في حال انقطاع شعرة معاوية بين الحزب الإسلامي وحزب الاستقلال، بتنفيذ قرار الانسحاب موقوف التنفيذ”.
وتضيف الجريدة نقلا عن مصادرها أن "المفاوضات السرية والاتصالات بين إخوان بنكيران والتجمع من أجل الالتحاق بالحكومة يقودها لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، مشيرة أن الداودي باشر اتصالات مع قيادات الأحرار خاصة من جيل "المؤسسين" ورؤساء سابقين للحزب برعاية محمد أوجار وزير حقوق الإنسان الأسبق”.
وكتبت اليومية أيضا، أن هناك تسريبات عن المفاوضات والاتصالات التي يقودها الداودي تقول "إنها قطعت أشواطا متقدمة في ظل القبول الكبير الذي حظي به العرض الذي قدمه حزب المصباح، وسيمكن حزب أحمد عصمان الذي لم يتعود على الاصطفاف في المعارضة من العودة إلى سدة الحكم وتعويض ما فاته بعد أن قرر رئيس التجمع صلاح الدين مزوار قرار الاصطفاف في المعارضة”.
بدورها كتبت جريدة الأخبار في عدد الغد الأربعاء، "أن هناك معطيات متطابقة من مصادر قيادية بحزب التجمع الوطني للأحرار حول وجود مفاوضات سرية، بين قياديين من الحزب وقياديين من العدالة والتنمية من أجل المشاركة في التعديل الحكومي المرتقب وتعويض حزب الاستقلال”.
وتضيف الجريدة أن "المفاوضات أسفرت عن موافقة مبدئية لحزب التجمع الوطني للأحرار للمشاركة في حكومة بنكيران الثانية لكن لا زالت المفاوضات جارية بخصوص بعض التفاصيل المتعلقة بالهيكلة الحكومية والحقائب الوزارية التي سيشرف عليها الحزب قبل عرض الموضوع رسميا على الأجهزة التنفيذية للحزبين للموافقة على القرار”.
تضارب الروايات
وفي المقال نفسه، نقرأ نفي "مصدر مطلع من داخل التجمع الوطني للأحرار وجود أي نوع من المفاوضات السرية بين صلاح الدين مزوار وبنكيران وأن ما يتم الترويج له لا يعدو كونه محاولة للضغط على مزوار من طرف بعض الجهات داخل المكتب السياسي وغرفتي البرلمان التي تود الدخول إلى الحكومة بأي طريقة”.
لحدود الساعة لم يخرج أي طرف من الحزبين المفروض أنهما في مفاوضات ثنائية ليؤكد بشكل رسمي صحة المفاوضات من عدمها، لكن ما دامت في السياسة كل التحالفات ممكنة فلو حدث هذا الأمر، سيتمكن حزب العدالة والتنمية من إنقاد أغلبيته الحكومية، لكنه في المقابل سيحطم جزءا من صورته التي صنعها لنفسه إبان معارضته لكيان "جي 8”، الذي ظهر قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة برئاسة صلاح الدين مزوار، الأخير إذا ما قبل بدخول الحكومة فسيدخلها في ثوب المنتصر، مادام في عرض التحالف معه إشارات ضمنية أن الأحرار في موقف قوة، وأن الاتهامات التي كالها له عبد العزيز أفتاتي بتلقي أموال مشبوهة أضحت باطلة.
في كلام مزوار عند استضافته في منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء قبل أيام شيء من العتاب لحكومة بنكيران، لكن في الآن ذاته، لم يحرق سفن العودة إلى الحكومة.